للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأقبلوا نحو ابن هبيرة، فلما دنوا منه حول وجهه الى القبله، وسجد، فضربوه بأسيافهم حتى خمد.

ثم انصرفا الى ابى جعفر، فأخبراه بذلك، فامر ابو جعفر مناديا، فنادى ايها الناس، أنتم آمنون الا الحكم بن عبد الملك بن بشر، ومحمد بن ذر، وخالد بن سلمه المخزومي.

قال الهيثم: فحدثني ابى قال: قال محمد بن ذر، فضاقت على الارض برحبها، فخرجت ليلا من مدينه واسط على قدمي، وانا اقرا آيه الكرسي، فما عرض لي احد من الناس حتى نجوت، فلم أزل خائفا حتى استامن لي زياد بن عبد الله من الامام ابى العباس، فآمنني.

قال وهرب الحكم بن عبد الملك الى كسكر، فاستخفى بها.

وضاقت بخالد بن سلمه المخزومي الارض، فاتى باب ابى جعفر المنصور ليلا، فاستامن له، فآمنه.

ثم نودى ايها الناس، أنتم جميعا آمنون، يا اهل الشام، ألحقوا بشامكم، ويا اهل الحجاز، ألحقوا بحجازكم، فسكن الناس، وآمنوا، واطمأنوا.

واستعمل المنصور على واسط الهيثم بن زياد الخزاعي في خمسه آلاف من اهل خراسان، ثم انصرف بسائر الناس حتى قدم على الامام ابى العباس، وهو بالحيرة.

ثم ان الامام سار من الحيرة في جموعه حتى اتى الأنبار، فاستطابها، فابتنى بها مدينه باعلى المدينة عظيمه لنفسه وجموعه، وقسمها خططا بين اصحابه من اهل خراسان، وبنى لنفسه في وسطها قصرا عاليا منيفا، فسكنه، واقام بتلك المدينة طول خلافته، وتسمى الى اليوم مدينه ابى العباس.

ثم ان أبا العباس وجه أخاه أبا جعفر المنصور الى خراسان، وامره ان ياتى

<<  <   >  >>