للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبا مسلم، فيناظره في بعض الأمور، ووجه معه ثلاثين رجلا من وجوه القواد، وفيهم الحجاج بن ارطاه الفقيه، واسحق بن الفضل الهاشمى.

فلما قدم المنصور على ابى مسلم لم يبالغ ابو مسلم في بره وإكرامه، ولم يظهر السرور التام بقدومه.

فانصرف الى ابى العباس، وقال: لست بخليفه ما دام ابو مسلم حيا، فاحتل لقتله قبل ان يفسد عليك امرك، فلقد رايته وكأنه لا احد فوقه، ومثله لا يؤمن غدره ونكثه.

فقال ابو العباس: وكيف يمكن ذلك، ومعه اهل خراسان؟ وقد اشربت قلوبهم حبه، واتباع امره، وايثار طاعته.

فقال ابو جعفر: فذاك والله احرى ان لا تامنه، فاحتل له.

فقال ابو العباس: يا أخي، اضرب عن هذا، ولا تعلمن رأيك في ذلك أحدا.

وان أبا العباس قال ذات يوم للحجاج بن ارطاه، وقد خلا معه: ما تقول في ابى مسلم؟

فقال: يا امير المؤمنين، ان الله تعالى يقول في كتابه: لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا.

قال ابو العباس: امسك، فقد فهمت ما اردت.

ثم ان أبا مسلم وجه محمد بن الاشعث بن عبد الرحمن أميرا على فارس.

وراى ابو العباس ان يستعمل عليها عمه عيسى بن على، فعقد له عليها، وامره بالمسير إليها.

فلما قدم عيسى على محمد بن الاشعث ابى ان يسلم اليه.

فقال له عيسى: يا ابن الاشعث، الست في طاعه الامام ابى العباس؟

قال: بلى، غير ان أبا مسلم أمرني الا اسلم العمل الى احد من الناس.

<<  <   >  >>