قال عيسى: فإنما ابو مسلم عبد الامام، وان الامام لا يرضى ان يرد امره.
قال محمد: دع عنك هذا، لست اسلم العمل إليك الا بكتاب ابى مسلم.
فانصرف عيسى الى ابى العباس، فاخبره ذلك، فكظم، وامر عمه بالمقام عنده، فأقام.
وان أبا مسلم عقد للمغلس بن السرى على ارض طخارستان حتى وافاها، فخرج اليه منصور مستعدا للحرب، فالتقوا، فاقتتلوا، فكان الظفر للمغلس، وهرب منصور في نفر من اصحابه حتى وقعوا في الرمال، فماتوا عطشا.
واقام المغلس على باب بلاد السند.
وان أبا مسلم كتب الى الامام ابى العباس يستاذنه في القدوم عليه، والمقام عنده الى أوان الحج ليحج، فاذن له ابو العباس في ذلك، فسار ابو مسلم حتى إذا قارب الامام امر ابو العباس جميع من كان معه بالحضرة من القواد والاشراف ان يستقبلوه، فاستقبل بالكرامه، وترجل له الاشراف والقواد.
واقبل حتى وافى مدينه ابى العباس، فانزله معه في قصره، ولم يال جهده في بره وإكرامه، حتى إذا حان وقت الحج استاذنه في الحج.
فقال له ابو العباس: لولا ان أخي أبا جعفر قد عزم على الحج لوليتك الموسم، فكونا جميعا.
قال ابو مسلم: وذاك أحب الى.
ثم خرجا.
فكان يرتحل ابو جعفر، وينزل ابو مسلم حتى وافيا مكة، فقضيا حجهما، وانصرفا.