للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبو السوار: يا أبا عبد الرحمن إن قومًا عندنا إذا قرئ عليهم القرآن يركض أحدهم من خشية الله، قال: كذبت، قال: بلى وربِّ هذه البَنِيَّةِ (١)، قال: "ويحك إن كنت صادقًا، فإن الشيطان ليدخل جوف أحدهم، والله ما هكذا كان أصحاب محمد" (٢).

وعن عبد الكريم بن. رشيد قال: كنت في حَلْقَةِ الحسن، فجعل رجل يبكي، وارتفع صوته، فقال الحسن: "إن الشيطان ليُبكي هذا الآن" (٣).

فإن قال قائل: فنفرض أن الكلام فيمن اجتهد في دفع الوجد، فلم يقدر عليه، وغَلَبَه الأمر، فمِن أين يدخل الشيطان؟

فالجواب: أنا لا ننكر ضعف بعض الطباع عن الدفع، إلا أن علامة الصادق أنه لا يقدر على أن يدفع، ولا يدري ما


(١) أي الكعبة المشرفة، وكانت تُدعى بَنِيَّةَ إبراهيم عليه السلام، لأنه بناها، وقد كثر قَسَمُهم بربِّ هذه البنية.
(٢) "السابق" ص (٣٦٤).
(٣) "السابق" ص (٣٦٢).

<<  <   >  >>