للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - أن ابن مسعود لم يقبل رواية حذيفة، بل رَدَّها، وهذا لا يمكن أن يصدر منه لو علم رفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدل على أن حذيفة قال ذلك اجتهادًا تفرد به (١).

٣ - يحتمل أن حذيفة أخطأ في رواية الحديث، فاشتبه عليه لفظ: "لا تشد الرحال .. " الحديث (٢)، ومن ثم قال له ابن مسعود: "لعلك نسيتَ وحفظوا، أو أخطأت فأصابوا".

وبفرض صحة حديث حذيفة يجاب عنه:

أولًا: بأنه منسوخ، ولذا قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله:


(١) ومن هنا قال الشوكاني رحمه الله معلقًا على قول ابن مسعود: "فلعلهم أصابوا وأخطات": "فهذا يدل على أنه لم يستدل على ذلك بحديثٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلى أن عبد الله يخالفه، ويُجوِّز الاعتكاف في كل مسجد، ولو كان ثَمَّ حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما خالفه" اهـ. من "نيل الأوطار" (٤/ ٣٦٠).
(٢) وقد قال الخطايى في "معالم السنن": "إن بعض أهل العلم استنبط من حديث النهي عن شد الرحال أن الاعتكاف لا يصح إلا في المساجد الثلاثة" اهـ. (٢/ ٢٢٢).

<<  <   >  >>