نادرة قَالَ أَبُو الْقَاسِم المغربي رَأَيْت فِي الْمَنَام عبد الرَّحِيم ابْن نباتة الْخَطِيب فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ دفع لي ورقة فِيهَا سطران بالأحمر وهما شعر:
(قد كَانَ أَمن لَك من قبل إِذا ... وَالْيَوْم أدخلتك فِي أماني)
(والصفح لَا يحسن عَن محسن ... وَإِنَّمَا يحسن عَن جاني)
نادرة روى أَن رجلا حج وفاتته زِيَارَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَضَاقَ صَدره لذَلِك فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِذا فاتتك الزِّيَارَة فزر قبر عبد الله بن أَحْمد طَبَاطَبَا. وَكَانَ صَاحب الرُّؤْيَا من أهل مصر رَحمَه الله.
وروى عَنهُ أَيْضا أَعنِي ابْن طَبَاطَبَا أَن رجلا زار قَبره وَكَانَ يحسن إِلَيْهِ قبل مَوته فَأَنْشد عِنْد قَبره:
(وخلفت الهموم على أنَاس ... وَكَانُوا بعيشك فِي كفاف)
فَرَآهُ فِي الْمَنَام فَقَالَ قد سَمِعت مَا قلت وحيل بيني وَبَين الْجَواب والمكافأة وَلَكِن سر إِلَى مَسْجِدي وصل رَكْعَتَيْنِ وادع يستجب لَك.
نادرة قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ رَأَيْت فِي الْمَنَام بشرا الحافي كَأَنَّهُ خَارج من مَسْجِد الرصافة وَفِي كمه شَيْء يَتَحَرَّك فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وأكرمني فَقلت فَمَا هَذَا الَّذِي فِي كمك قَالَ قدم علينا البارحة روح أَحْمد بن حَنْبَل فنثر عَلَيْهَا الدّرّ والياقوت فَهَذَا الَّذِي مِمَّا التقطت قلت فَمَا فعل بِيَحْيَى بن معِين وَأحمد بن حَنْبَل قَالَ تركتهما وَقد زارا رب الْعَالمين وَوضعت لَهما الموائد قلت فَلم لَا تَأْكُل مَعَهُمَا قَالَ قد عرف هوان الطَّعَام عَليّ فأباحني النّظر إِلَى وَجهه.
نادرة روى أَن أم جرير بن الخطفي رَأَتْ فِي الْمَنَام وَهِي حَامِل بجرير كَأَنَّهَا ولدت حبلا من شعر أسود فَلَمَّا سقط مِنْهَا جعل يَقع فِي عنق رجل فيخنقه ثمَّ يَقع فِي عنق آخر فيخنقه حَتَّى خنق رجَالًا كَثِيرَة فانتبهت مرعوبة فقصت الرُّؤْيَا على بعض المعبرين فَقَالَ تلدين غُلَاما شَاعِرًا ذَا شَرّ وَشدَّة وشكيمة وبلاء على النَّاس فَلَمَّا وَضعته سمته جرير باسم الْحَبل الَّذِي رَأَتْهُ قد خرج مِنْهَا والجرير فِي اللُّغَة هُوَ الْحَبل.
نادرة قَالَ عبد الله بن مَالك الْخُزَاعِيّ كنت شرطيا عِنْد هرون الرشيد فَأَتَانِي رَسُوله لَيْلًا فِي)
وَقت لم يأتني فِيهِ قطّ فانتزعني من فِرَاشِي وَمَنَعَنِي من تغير ثِيَابِي فراعني ذَلِك فَلَمَّا صرت إِلَى الدَّار أذن لي فِي الدُّخُول فَدخلت فَوَجَدته قَاعِدا فلي فرَاشه فَسلمت عَلَيْهِ سَاعَة فطار عَقْلِي وتضاعف الْجزع عَليّ ثمَّ قَالَ يَا عبد الله أَتَدْرِي لم طلبتك فِي هَذَا الْوَقْت قلت لَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ رَأَيْت قَالَ رَأَيْت السَّاعَة فِي مَنَامِي كَأَن عبدا حَبَشِيًّا قد أَتَانِي وَمَعَهُ حَرْبَة فَقَالَ إِن خليت عَن مُوسَى بن جَعْفَر السَّاعَة وَإِلَّا نحرتك بِهَذِهِ الحربة فَاذْهَبْ فَخَل عَنهُ فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أطلق مُوسَى بن جَعْفَر وعاودته ثَلَاث مَرَّات حَتَّى قَالَ امْضِ السَّاعَة حَتَّى تطلقه وأعطه ثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَقل لَهُ إِن أَحْبَبْت الْمقَام قبلنَا وَلَك عندنَا مَا تحب وَإِن أَحْبَبْت السّير إِلَى الْمَدِينَة فالاذن فِي ذَلِك لَك قَالَ مَالك فَجئْت إِلَى الْحَبْس وأخرجته وأعطيته مَا أَمر بِهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقلت لَهُ قد رَأَيْت فِي أَمرك عجبا قَالَ فَإِنِّي أخْبرك إِنِّي كنت بَين النَّائِم وَالْيَقظَان فَأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا مُوسَى حبست مَظْلُوما فَقل هَذِه الْكَلِمَات فَإنَّك لَا تبيت هَذِه اللَّيْلَة فِي الْحَبْس فَقلت بِأبي وَأمي مَا أَقُول فَقَالَ قل يَا سامع كل صَوت وَيَا سَابق الْفَوْت وَيَا كاسي الْعِظَام لَحْمًا ومنشزها بعد الْمَوْت أَسأَلك بأسمائك الْحسنى وبأسمك الْأَعْظَم الْأَكْبَر المخزون الْمكنون الَّذِي لم يطلع عَلَيْهِ أحد من المخلوقين يَا حَلِيمًا ذَا اناة ارْحَمْ من لَا يقوى على اناة يَا ذَا الْمَعْرُوف الَّذِي لَا يَنْقَطِع أبدا وَلَا يحصي عددا فرج عني فَكَانَ كَمَا رَأَيْت.
نادرة روى أَن المستنجد رأى فِي مَنَامه فِي حَيَاة وَالِده المقتفي كَأَن ملكا نزل من السَّمَاء فَكتب فِي كَفه أَربع خا آتٍ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ أحضر معبرا فَقص عَلَيْهِ مَا رأى فَقَالَ تلِي الْخلَافَة فِي سنّ خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة مضى مِنْهَا خَمْسَة أشهر وَخَمْسَة أَيَّام.
نادرة روى إِن ثَلَاثَة نفر خَرجُوا إِلَى السّفر فَنَامَ أحدهم فَرَأى شَيْئا خرج من أَنفه مثل الْمِصْبَاح فَدخل غارا فَرَأى بِهِ مَا رأى ثمَّ رَجَعَ إِلَى أَنفه فَاسْتَيْقَظَ يمسح وَجهه فَقَالَ رَأَيْت فِي هَذَا الْغَار كنزا فدخلوه فوجدوا بَقِيَّة كنز كَانَ فِيهِ فَأَخَذُوهَا.