نادرة مِمَّا يُنَاسب ذَلِك روى بعض الثِّقَات ان الشَّيْخ سعد الدّين الضَّرِير نزيل حلب المحروسة جَاءَهُ رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي خائص فِي نَار إِلَّا فَوق قدمي فَقَالَ ادن مني لأعبرها لَك فَلَمَّا دنا)
مِنْهُ أَشَارَ إِلَى بعض النَّاس أَن يقوم ويمسكه فَلَمَّا أمْسكهُ تكاثرت عَلَيْهِ النَّاس فَقَالُوا مَا شَأْن ذَلِك وَمَا فعل فَقَالَ رأى رُؤْيا ظهر مِنْهَا أَنه لص يسرق الْأَمْتِعَة من الْجَوَامِع والمساجد فاذهبوا بِهِ إِلَى الْوَالِي فَكل من سرق لَهُ نعل فليطلبه مِنْهُ قَالَ الرَّاوِي عَمَّن سمع أَنه أقرّ بنعال كَثِيرَة.
نادرة أَخْبرنِي أَيْضا رجل أَن رجلا أَتَى إِلَيْهِ وَقَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي أَقرَأ سُورَة ق فقصصتها على الشَّيْخ سعد الدّين الْمَذْكُور فَقَالَ هَل ختمتها قَالَ لَا قَالَ علمت أَيْن وقفت قَالَ لَا قَالَ تعيش ثَمَانِينَ سنة وَلَو ختمت لعشت مائَة قَالَ الرَّاوِي وَكَانَ ذَلِك فِي عَام ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ثمَّ رَأَيْت ذَلِك الرجل بِمَنْزِلَة الْحساب مَعَ الركب الشَّامي فِي عَام أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة فَسلمت عَلَيْهِ وَقلت لَهُ هَذَا تَمام الثَّمَانِينَ قَالَ لَا أَنا فِي عشر السّبْعين وَكنت سَأَلته حِين أَخْبرنِي بِهَذِهِ الرُّؤْيَا كم رَأَيْت الرُّؤْيَا قَالَ من نَحْو عشْرين سنة.
نادرة أَخْبرنِي رجل أَيْضا ان الشَّيْخ مُحَمَّد بن الشَّيْخ عِيسَى الرحاوي الْمَشْهُور بجبل بني عليم من بِلَاد حلب رأى فِي الْمَنَام كَأَن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أعطَاهُ أَرْبَعِينَ جملا فجَاء إِلَى الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن المحسن المغربي وَكَانَ يَوْمئِذٍ بقرية من زَاوِيَة الْبَار نازلا بهَا وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهُ مكاشفة تعيش من يَوْمئِذٍ أَرْبَعِينَ سنة قَالَ الرَّاوِي فَأَقَامَ إِلَى تَمام الْأَرْبَعين فَأَشَارَ إِلَيْهِ الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمَذْكُور أَن يحجّ فَإِنَّهَا آخر السّنة الَّتِي بقيت من بَقِيَّة الرُّؤْيَا فحج الشَّيْخ مُحَمَّد الْمَذْكُور فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى قريته بسرحها الْمَذْكُور أَقَامَ ثَلَاثَة أَيَّام وَمَات وَدفن بازاء أَبِيه السَّيِّد عِيسَى الْمَذْكُور فصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمَذْكُور ثمَّ مَاتَ بعده قَالَ الرَّاوِي وَسمعت ذَلِك من الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمَذْكُور من فِيهِ وقصته مَشْهُورَة فِي بِلَاده.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت أَنِّي أنبش عِظَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ أَنْت تحيي سنته.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ لَهُ إِنِّي رَأَيْت إِنِّي أخصبت ثمَّ أجدبت قَالَ تؤمن ثمَّ تكفر وَتَمُوت على ذَلِك فَقَالَ الرجل لم أر شَيْئا فَقَالَ لَهُ قضى لَك مَا قضى لصاحبي يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى إِلَى سعيد بن الْمسيب فَقَالَ رَأَيْت على شرفات الْمَسْجِد حمامة بَيْضَاء حَسَنَة وَإِذا بصقر أَتَى فاحتملها فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك فالحجاج يتَزَوَّج ببنت عبد الله بن جَعْفَر لِأَن الْحَمَامَة امْرَأَة وبياضها الْحسب والصقر ملك عَرَبِيّ وَلَيْسَ ذَلِك إِلَّا الْحجَّاج فَخرجت)
الرُّؤْيَا كَمَا عبرت.
نادرة روى أَن امْرَأَة جَاءَت إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَت إِنِّي رَأَيْت رُؤْيا وَكَانَ قَاعِدا على الْغذَاء فَقَالَ لَهَا تتركيني آكل أم أترك الْأكل وأقص رُؤْيَاك قَالَت كل فَأكل ثمَّ قَالَ لَهَا قصي فَقَالَت رَأَيْت الْقَمَر يدْخل فِي الثريا ومناد يُنَادي من خَلْفي تَوَجُّهِي إِلَى ابْن سِيرِين وقصي رُؤْيَاك فَلفظ يَده من الطَّعَام وَقَالَ لَهَا وَيلك وَكَيف رَأَيْت فاعادت عَلَيْهِ فَتغير لَونه وَأَخذه بَطْنه فَقَالَت لَهُ أُخْته مَالك يَا أخي قَالَ زعمت هَذِه الْمَرْأَة أنني ميت بعد سَبْعَة أَيَّام فَدفن فِي الْيَوْم السَّابِع.
نادرة قَالَ بعض المعبرين رَأَيْت قمرا طلع من الشَّام ثمَّ غَابَ فأولت ذَلِك بِظُهُور خارجي وَعدم انتصافه فَلَمَّا كَانَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة ظهر ايناك الْحكمِي خَارِجا من الشَّام ثمَّ وَقع فِي القبضة الشَّرِيفَة وَأمر بقتْله فَقتل وَكَانَت الرُّؤْيَا كَمَا عبرت.
نادرة قَالَ الرَّاوِي أَيْضا رَأَيْت أَن جمالا تقتتل مَعَ خيل وَأَنا بَينهمَا فَصَعدت مصطبة وَإِذا أَنا بأناس كثيرين أَتَوا وَمَعَهُمْ دريس وَهُوَ البرسيم الْيَابِس فوضعوه قدامي كوما فأولت ذَلِك بِمَا ظهر لي إِن الْجمال قوم عجز وَالْخَيْل قوم ذُو حَرْب وبأس شَدِيد وهما عسكران يقتتلان وصعود المصطبة بالسلامة والارتقاء إِلَى المنصب وَوضع الدريس قدامي بغنيمة بِقدر ذَلِك الدريس فَلَمَّا كَانَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أَيْضا جرت وَاقعَة تغري ورمش نَائِب حلب وَكَانَت بِالْقربِ من مَدِينَة حماة وصحبته من العجزة التركمانية مَعَ الْعَسْكَر الشريف الْمَنْصُور وَحصل الظفر بِهِ والسلامة للرائي والارتقاء إِلَى منصبه وَحُصُول غنيمَة من غَنَائِم كَثِيرَة فَكَانَت الرُّؤْيَا كَمَا عبرها.