للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

نادرة روى عَن الْجُنَيْد رَحمَه الله تَعَالَى أَنه كَانَ جَالِسا على بَاب دَاره فَمر بِهِ أعمى يسْأَل النَّاس الحافا فَقَالَ فِي نَفسه لَو توكل هَذَا الرجل على الله تَعَالَى وَجلسَ فِي جنب زَاوِيَة أَو مَسْجِد لرزقه الله تَعَالَى من غير سُؤال قَالَ فَنمت تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأَيْت فِي الْمَنَام طبقًا من نُحَاس وضع بَين يَدي وَفِي الطَّبَق ذَلِك الرجل الْأَعْمَى ممدودا وقائلا يَقُول كل من لحم هَذَا فَقلت وَالله مَا اغْتَبْته وَإِنَّمَا حدثت نَفسِي وَلم ينْطق بِهِ لساني فَقَالَ مَه يَا جُنَيْد لست من الَّذين تقبل مِنْهُم هَذِه الْحجَّة فَلَمَّا أَصبَحت جَلَست على بَاب دَاري متفكرا تَائِبًا إِلَى الله تَعَالَى وَإِذا أَنا بِالرجلِ الْأَعْمَى قد أقبل على حَالَته فَقَالَ يَا أَبَا الْقَاسِم اكتفيت بِمَا رَأَيْت البارحة وتبت.

وروى عَنهُ أَيْضا أَنه رأى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك يَا جُنَيْد فَقَالَ ذهبت تِلْكَ الْعُلُوم وانمحت تِلْكَ الرسوم وَلم ينفعنا عِنْد الله إِلَّا ركيعات كُنَّا نركعها عِنْد السحر.

نادرة روى أَن رجلا من تلامذة حُسَيْن الحلاج سَأَلَهُ عَن حَقِيقَة الْكَرم فَمَاتَ مقتولا وقصته مَشْهُورَة فَلم يجبهُ قَالَ فَحصل عِنْدِي من ذَلِك شَيْء فَنمت تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت وَكَأن النَّاس بَين يَدي الله تَعَالَى وَإِذا بالحسين الحلاج جَالس على كرْسِي من ذهب مرصع بالدر والياقوت وَإِذا بالفقهاء الَّذين أفتوا بقتْله واقفون بَين يَدَيْهِ وَكَأن الله تَعَالَى يَقُول مَا تُرِيدُ أَن أفعل بهؤلاء فَقَالَ يَا رب أَسأَلك الْمَغْفِرَة لَهُم أَجْمَعِينَ ثمَّ الْتفت إِلَيّ وَقَالَ يَا بني هَذِه حَقِيقَة الْكَرم.

نادرة روى أَن رجلَيْنِ قَالَ أَحدهمَا للْآخر إِذا لقِيت رَبك فَأَخْبرنِي بِمَا لقِيت مِنْهُ فَقَالَ وَأَنت كَذَلِك فَمَاتَ أَحدهمَا فَرَآهُ صَاحبه فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ توكل وأبشر فَمَا رَأَيْت مثل التَّوَكُّل ثَلَاث)

مَرَّات.

نادرة روى ان رجلا دخل مَقْبرَة فَحدث نَفسه فَقَالَ لَو كشف لي عَن بَعضهم فَسَأَلته بِمَ لَقِي ربه قَالَ فَنمت فَرَأَيْت فِي مَنَامِي رجلا يَقُول لَا تغتر بتشييد الْقُبُور من فَوْقهم التُّرَاب فَإِن الْقَوْم قد بليت خدودهم فِي التُّرَاب فَمنهمْ من ينْتَظر ثَوَاب الله وجنته وَمِنْهُم مغموم أسفا على عِقَابه فإياك والغفلة.

نادرة روى أَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة رأى سُفْيَان الثَّوْريّ فِي الْمَنَام قَالَ فَقلت لَهُ بِمَ يحبك الله تَعَالَى قَالَ بقلة معرفَة النَّاس قلت لَهُ أوصني فَقَالَ أوصيك بهَا فَقلت يَرْحَمك الله قد ورد أَكْثرُوا من الاخوان فَإِن لَك مُؤمن شَفَاعَة يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ لَيْتَني لَا أعرفك بعْدهَا أبدا هَل رَأَيْت مَا تكره إِلَّا مِمَّن تعرف فانتبهت باكيا.

نادرة يرْوى أَن زبيدة رَآهَا رجل فِي الْمَنَام وَهِي جالسة على كرْسِي جليل الْوَصْف فَقلت لَهَا بِمَ نلْت هَذِه الْمنزلَة قَالَت كنت يَوْمًا أَنا وجواري وصويحبات عِنْدِي فِي انْشِرَاح وطرب فَسمِعت الْمُؤَذّن حِين بَدَأَ بِالتَّكْبِيرِ فأسكتهن هَيْبَة وتعظيبا لله تَعَالَى إِلَى أَن فرغ فَأَعْطَانِي الله تَعَالَى مَا ترَاهُ نادرة وروى عَنْهَا أَيْضا أَنَّهَا رؤيت فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهَا الرَّائِي بِمَ غفر الله لَك قَالَت باربع كَلِمَات كنت أقولها بكرَة وعشيا فَقَالَ وَمَا هن قَالَت لَا الله إِلَّا الله أفنى بهَا عمري لَا إِلَه إِلَّا الله أَدخل بهَا قَبْرِي لَا إِلَه إِلَّا الله أَخْلو بهَا وحدي لَا إِلَه إِلَّا الله ألقِي بهَا رَبِّي.

نادرة روى أَن بعض الصَّالِحين رؤى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقَالَ لَهُ الرَّائِي كَيفَ وجدت رَبك فَأَنْشد:

(حاسبونا فدققوا ... ثمَّ منوا فأعتقوا)

(هَكَذَا شِيمَة الْمُلُوك ... بالمماليك يرفقوا)

(كل من مَاتَ مُسلما ... لَيْسَ بالنَّار يحرق)

نادرة قَالَ بعض المعبرين كنت حَاجِب الْحجاب وناظر الْخَواص الشَّرِيفَة بثغر الاسكندرية المحروسة فَرَأَيْت كَأَنِّي على زكيبة بهار وَهِي بشاطيء جرف فَوَقَعت تَحْتَهُ فَقُمْت عَنْهَا بعد أَن سقطنا جَمِيعًا وَأَرَدْت النهوض من ذَلِك الجرف فعسر عَليّ فَأتى رجل مَعْرُوف وَأمْسك بيَدي وجذبني من ذَلِك الجرف إِلَى خضراء وأتاني بفرس أَبيض قرطاسي مُجَرّد بسرج ذهب وكنبوس مزركش وَرِيش وتشريف فَلبِست التشريف وَركبت ذَلِك الْفرس وَإِذا أَنا فِي وسط خلق كثير)

يَسِيرُونَ وَأَنا فِي وَسطهمْ فَلم يمض إِلَّا قَلِيل وَقد حصل بيني وَبَين نَائِب السلطنة الشَّرِيفَة شنآن وَحصل مِنْهُ تشويش ونكد بالْقَوْل وَأَرَادَ فعل أُمُور عَظِيمَة فَلم يقدره الله على ذَلِك وَرَأَيْت من ذَلِك هولا فَكَانَ هُوَ تَعْبِير الزكيبة وَأَنا عَلَيْهَا

<<  <   >  >>