للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليا -رضي الله عنه- كان يأمر بالمتعة، وعثمان كان ينهى عنها. فقال عثمان كلمة, فقال علي: لقد علمت أنا تمتعنا مع رسول الله, صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أجل, ولكنا كنا خائفين"١.

والبغوي هذا، هو: أبو محمد الحسين بن مسعود, صاحب التفسير وشرح السنة والتهذيب وغير ذلك. مات -رحمه الله- سنة سبع عشرة وخمسمائة٢.

٥٩- قوله: وأيضا "نحن نحكم بالظاهر"٣.

هذا الحديث كثيرا ما يلهج به أهل الأصول, ولم أقف له على سند, وسألت عنه الحافظ أبا الحجاج المزي، فلم يعرفه٤.


١ مسلم في كتاب الحج, باب جواز التمتع, حديث "١٥٨" ٢/ ٨٩٦.
٢ انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ ٤/ ١٢٥٧-١٢٥٩, وفي طبقات الشافعية ٧/ ٧٥-٨٠.
٣ انظر مختصر المنتهى ص"٦٦ و٦٧" ووقع في نسخة ف: "ومنها نحن نحكم بالظاهر".
٤ وقال الحافظ في الموافقة خ ل٤٢ أ.
هذا الحديث اشتهر بين الأصوليين والفقهاء وتكملته: "والله يتولى السرائر". ولا وجود له في كتب الحديث المشهورة ولا في الأجزاء المنثورة.
وقد سئل المزي عنه فلم يعرفه، والذهبي قال: لا أصل له. قال ابن كثير: يؤخذ معناه من حديث أم سلمة في الصحيحين, ثم قال: قلت: رأيت في الأم للشافعي، بعد أن أخرج حديث٣ أم سلمة -رضي الله عنهما- فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه إنما يحكم بالظاهر, وإن أمر السرائر إلى الله. فظن بعض من رأى كلامه، أن هذا حديث آخر، وإنما هو كلام الشافعي، استنبطه من الحديث الآخر انتهى.
وقال الزركشي في المعتبر خ ل٢٦ أ:
هذا الحديث اشتهر في كتب الفقه وأصوله. وقد استنكره جماعة من الحفاظ منهم: المزي، والذهبي، وقالوا: لا أصل له. وأفادني شيخنا علاء الدين بن مغلطاي -رحمه الله- أن الحافظ أبا طاهر إسماعيل بن علي بن إبراهيم بن أبي القاسم الجنزوري، رواه في كتابه: إدارة الحكام، في قصة الكندي والحضرمي اللذين اختصما إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصل حديثهما في الصحيحين, فقال المقضى عليه: قضيت علي والحق لي. فقال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "إنما أقضي بالظاهر والله يتولى السرائر" ثم قال: وله شواهد.
"قلت": قال السخاوي في المقاصد الحسنة "ص٩١": "وأغرب إسماعيل ... ابن أبي القاسم في كتابه ... أن هذا الحديث ورد في قصة الكندي والحضرمي.... ثم قال: قال شيخنا: ولم أقف على هذا الكتاب, ولم أدر أساق له إسماعيل المذكور إسنادا أم لا؟ ".

<<  <   >  >>