للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما الثالث:

وهو تقديم عمر الخبر الدال على توريث الزوجة من الدية، على رأيه.

١٢٢- فعن سعيد بن المسيب "أن عمر -رضي الله عنه- كان يقول: الدية


= وأما من صححه فأخذه على ظاهره، في أنه سليمان بن داود, وقوي هذا عندهم أيضا بالمرسل الذي رواه معمر، عن الزهري. ويوافق رواية من رواه من جهة أنس بن مالك وغيره.
قال الحاكم في المستدرك ١/ ٣٩٧ بعد ذكره الحديث: هذا حديث كبير مفسر في هذا الباب، يشهد له أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، وإمام العلماء في عصره محمد بن مسلم الزهري بالصحة ... وسليمان بن داود الدمشقي الخولاني، معروف بالزهري، وإن كان يحيى بن معين غمزه فقد عدله غيره ... إلخ ا. هـ.
وقد ذكر الشيخ الألباني في كتابه إرواء الغليل ١/ ١٦١ ما يؤيد أن الكتاب من رواية سليمان بن داود. قال الشيخ الألباني: وجدت حديث عمرو بن حزم في كتاب "فوائد أبي شعيب" من رواية أبي الحسن محمد بن أحمد الزعفراني، وهو من رواية سليمان بن داود الذي سبق ذكره.
قلت: ولا ريب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتب لعمرو بن حزم كتابا، وأن الأئمة اعتمدوه، وتلقوه بالقبول.
وقد أخرج الإمام مالك في الموطأ، في كتاب العقول ٢/ ٨٤٩ عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه: أن الكتاب الذي كتبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العقول: "إن في النفس مائة من الإبل ... الحديث ".
وقد جاء ما في الكتاب من طرق أخرى صحيحة، وهذا يؤيد صحته، إضافة إلى ما ذكر المصنف من كلام عن الأئمة الأعلام -رحمهم الله تعالى جميعا- وقد ذكر عثمان بن سعيد الدارمي، في كتابه الرد على بشر المريسي عن نعيم بن حماد، عن ابن المبارك، عن معمر, عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كتب لعمرو بن حزم: "في خمس من الإبل شاة" " قال: وساق نعيم الحديث بطوله فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدون بعده: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي, رضي الله عنهم قد صح أنه كتبت الأحاديث والآثار في عصرهم وزمانهم. انتهى.
وانظر فيما تقدم:
تهذيب التهذيب ٤/ ١٨٩, ١٩٠, والتلخيص الحبير ١٧-١٩, ونصب الراية ٢/ ٢٣٩-٣٤٢, وميزان الاعتدال ٢/ ١٩٦-٢٠٢, ومجموع "رسائل عقائد السلف" ص٤٨٩ "الرد على بشر المريسي".

<<  <   >  >>