للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العين، إذ يقول: وتبرَّجَت المرأة إذا أظهرت محاسنها، وكأني به يقول بعبارة أصرح، إذا أطهرت بَرَجَ عينيها وجمالها زهوًا واختيالًا١.

ج- وفي تقليب "ر ج ب" يتحدث عن رَجْبَ الرجل: إكرامه وتعظيمه، ويرى أن شهر رجب سمي بهذا الاسم لتعظيمهم إياه، ويذكر أن ما تسند به النخلة إذا مالت وكرُمت على أهلها يسمى "الرجبة"، وأن النخلة توصف حينئذ بأنها "مرجَّبَة"، وأن أحد فصوص الأصابع يسمى "الراجبة"، والجمع "رواجب".

د- أما تقليب "ج ر ب" فيذكر منه الجرب: وهو الداء المعروف، والجرْبَة: القرَاح، والجَرْبَاء: السماء، والجَرَبَّة: العانة من الحمير، وكذلك الجَرَبَّة: للأقوياء من الناس إذا اجتمعوا, والتجارب، والرجل المجرّب. والجِرْبياء: ريح الشمال. وجُرُبَّان السيف: قرابه٢.

هـ- وأما تقليب "ب ج ر" الذي سمى به المادة، فلا يجد فيه إلّا البَجْرَة أو البُجْرَة أو البَجَرَة وهي السرة الناتئة٣، وقولهم: هذا أمر بُجْريّ أي عظيم، والجمع البَجَاري وهي الدواهي العظام.

و وفي التقليب الأخير "ر ب ج" لم يذكر إلّا الرجل الرِّبَّاجي: إذا كان يفخر بأكثر من فعله, ويستشهد بقول الشاعر: وتلقاه رِبَاجيًّا فجورًا٤.

فإذا استطلعنا رأي ابن جني في تقاليب هذه المادة، وجدناه قد نفذ


١ قارن بالمقاييس ١/ ٢٣٩.
٢ إلّا أنه هنا ينقل عن أبي حاتم أن هذا اللفظ معرب، فهو بالفارسية "كريبان".
٣ ويذكر بهذه المناسبة أن كل عقدة في الجسد فهي عجرة، فإذا كانت في البطن فهي بجرة، ويستشهد بقول عليّ: "إلى الله أشكو عجريّ بجريّ" أي: ما أكتمه وما أخفيه, وقد ذهب هذا القول مثلًا.
٤ فجورًا على وزن فعول، كثير الفجور, أي: الكذب, ويروى: فخورًا، من الفخر.

<<  <   >  >>