للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقليلان نادران، وإن كانا يتفاوتان بين حرف وآخر.

فمن أمثلة الإبدال المحفوظة في الهمزة أربع صور من التقارب: مع العين، والقاف، والواو، والياء؛ فقد عاقبت الهمزة العين في قولهم: آديته على كذا وأعديته: قويته وأعنته١, وموت ذؤاف وذعاف، وهو الذي يجعل القتل٢. وعاقبت الهمزة القاف في قولهم: القوم زهاق مئة وزهاء مئة، بضم الزاي وكسرها فيهما، بمعنى واحد٣. وعاقبت الهمزة الياء في الرجل الألمعي واليلمعي, وهو الظريف٥، وفي العود الألنجوج واليلنجوج, وهو الذي يُتَبَخَّرُ به٦, وفي أسنانة ألل ويلل, إذا كان فيها إقبال على باطن الفم٧.

أما التجانس فله في الهمزة صورة مع الهاء، فقد عاقبت الهمزة الهاء في أيا وهيا، واتمأل السنام واتمهل إذا انتصب، وأرقت الماء وهرقته٨.

وأما التباعد فله في الهمزة صورة مع الغين، مع أن كلًّا منهما حرف حلقي، لكنهما متباعدان مخرجًا وصفة٩، كالمأص والمغص من


١ الأمالي ٢/ ٧٨.
٢ المزهر ١/ ٤٦٢.
٣ الاشتقاق "أمين" ٣٦٢. وجميع الأمثلة التي سننقلها عنه إنما هي لابن السكيت.
٤ المزهر ١/ ٤٦٢, وقارن بما ذكرناه ص٧٩ عن اختلاف الحجاز وتميم في مثل هذه الألفاظ.
٥ الأمالي ٢/ ١٦٠.
٦ المزهر ١/ ٤٦٣.
٧ الأمالي ٢/ ١٦٠.
٨ المزهر ١/ ٤٦٢.
٩ ومن العجيب أن يكون بين الهمزة والغين تباعد مع أنهما حلقيان، يخرجان من عضو واحد، على حين يكون بين الهمزة والقاف تقرب كما رأينا؛ لأنهما متقاربان صفةً وإن تباعدا مخرجًا.

<<  <   >  >>