للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن التباعد في إبدال الراء دالًا عَكَدة اللسان وعكرته، وفي إبدالها سينًا الانغمار في الشيء، والانغماس في الماء١.

والزاي تجانست مع السين في المكان الشأز والشأس: الغليظ، وفي تزلع الجلد وتسلعه: تشققه٢، ومع الصاد في "العلز" الذي هو خفة وطيش وقلق يعرض للإنسان، "والعلوص" الذي هو وجع في الجوف يلتوي له الإنسان ويقلق منه، فذاك من "ع ل ز" وهذا من "ع ل ص"، والزاي أخت الصاد٣.

ولم يكن بين الزاي والذال إلا تقارب، في وصف الماء المالح بالزُّعاق والذُّعاق، ووصف السم بالزعاف والذعاف٤. ومن الواضح أن يبنهما تباعدًا في المخرج وإن تقاربا في الصفة.

والسين تجانست مع الزاي كما في المكان الشأس والشأز -وقد مر- ومع الصاد كما في قولهم: السحيل والصهيل. قال زهير:

كأن سحيله في كل فجر ... على أحساء يمؤود دعاء

وذاك من "س ح ل" وهذا من "ص هـ ل" والصاد أخت السين كما أن الهاء أخت الحاء٥.

وتباعدت السين عن الثاء والشين مخرجًا وإن قاربتهما صفة، في مثل قولهم: ساخت رجله في الأرض وثاخت: إذا دخلت، والوطس


١ الاشتقاق "أمين" ٣٦٩.
٢ الأمالي ٢/ ١٨٥.
٣ قارن بالخصائص ١/ ٥٤٠.
٤ الاشتقاق "أمين" ٣٦٣.
٥ الخصائص ١/ ٥٤٠، ويلاحظ أن المضارعة هنا في الأصل الواحد بالحرفين، وذلك ما قصده ابن جني من هذا الشاهد، وإنما يعنينا منه التجانس بين السين والصاد.

<<  <   >  >>