للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والوطث: الضرب الشديد بالخف١، وفي مثل قولهم: حمس الشر وحمش: إذا اشتد، وسَئِفت يده وشئفت: إذا تشققت أصول أظفارها٢.

وتباعدت السين عن التاء مخرجًا وصفة كما رأينا في الناس والنات٣.

وقد نبهوا في إبدال السين صادًا على أنه موقوف على السماع، فكل سين وقعت بعدها عين أو غين أو خاء أو قاف أو طاء جاز فيها صادًا، مثل: يساقون ويصاقون، وصقر وسقر، وصخر وسخر: مصدر سخرت منه إذا هزأت، فأما الحجارة فبالصاد لا غير.

واشترطوا أن تكون السين متقدمة على هذه الحروف لا متأخرة بعدها، وأن تكون هذه الحروف مقاربة لها لا متباعدة عنها، وأن تكون السين هي الأصل، فإن كانت الصاد هي الأصل لم يجز قلبها سينًا؛ لأن الأضعف يقلب إلى الأقوى، ولا يقلب الأقوى إلى الأضعف٤.

والشين تقاربت مع الثاء والسين صفة، فأبدلوها بهما ولو تباعدت منهما مخرجًا. قالوا: نثر الحب: رمى به متفرقًا، ونشر الراعي غنمه: بثها٥. وقالوا: الغبش والغبس: السواد، ومنه: غبش الليل وأغبش، وغبس وأغبس٦. وقد نبهنا على تجانس الشين والجيم في مثل الأجدر والأشدر.

والصاد أبدلوها سينًا وزايًا على تجانس، نحو: ما كدت أتملص منه وأتملس وأتلمز٧: بمعنى أتحلص. لكنهم باعدوا في إبدالها تاء في مثل


١ الأمالي ٢/ ١١٤.
٢ نفسه ٢/ ١٢٥.
٣ راجع هذا في صفحة ٢٢١.
٤ هذه التنبيهات وا لشروط وردت في كتاب "الفروق بين الأحرف الخمسة" لأبي محمد البطليوسي، وقد سبقت ترجمته ص٢١٤. ونقله السيوطي في "المزهر ١/ ٤٦٩".
٥ الاشتقاق "أمين" ٣٦٥.
٦ المخصص ١٣/ ٢٧٨.
٧ ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانية "للأصمعي" الورقة ١٣٠/ أ "مخطوطة الظاهرية، ١١٩ تصوف".

<<  <   >  >>