للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلماء، في وصف بعض الجموع؛ ولعلنا لا نستبعد هذا الرأي إذا ما قارناه بما تسيغه العربية الفصحى من صيغ تفيد التأنيث رغم فقدانها كل أمارة دالة عليه؛ كالمرأة الحامل والمرضع والعاقر والطالق والثاكل والعانس والعاكب والناهد والعَروب١ وكالظبية العاطف والمفل والمشدن٢, والحذول٣, والناقة الأمون٤, والدلاث٥ والحرف٦ والدّ لْقم٧.

والمبرد٨ يرى بوضوح أن هذه الصفات الدالة على التأنيث من غير علاماته لا تخضع للمنطق، وينبه على ما يلاحظ بطريقين: أحدهما: الإتيان بصفات نعت بها المذكر مع وجود علامات التأنيث كغلام يفعة، ورجل علامة ونسابة وراوية٩؛ والثاني: التمييز بين ما نعت به المؤنث نعتًا خالصًا لمعنى الوصفية، وما نعت به على معنى الحدثية أو الفعلية.

فمتى أفاد الفعلية لزمته علامة التأنيث حتى يضارع فعله كقولك: أشدنت


١ العروب: المتحببة إلى زوجها.
٢ الظبية المشدن: التي معها شادن.
٣ الخذول: التي تأخرت عن القطيع.
٤ الأمون: الصلبة.
٥ الدلاث: الجريئة على السير.
٦ الحرف: الضامر.
٧ الدلقم إلي تكسر فوها، وسال لعابها. وانظر هذه الصفات كلها في المزهر ٢/ ٢٠٦-٢١٥ نقلًا عن الجمهرة لابن دريد, والغريب المصنف لأبي عبيد القاسم بن سلام. وقارن بعض أمثلتها بالمذكر والمؤنث للمبرد ١٣٦/ ب "مخطوطة الظاهرية مجموع ١١٣", وسنرمز عند الإحالة إليها بقولنا: "المبرد".
٨ هو محمد بن يزيد، أبو العباس، المرعوف بالمبرد، أحد أئمة الأدب والأخبار، وإمام العربية في زمانه ببغداد. أشهر كتبه "الكامل" وقد طبع مرارًا. وله "المذكر والمؤنث" لا يزال مخطوطًا في الظاهرية كما أشرنا إليه في الحاشية السابقة, توفي المبرد سنة ٢٨٦ هـ, "ترجمته في بغية الوعاة ١١٦, ووفيات الأعيان ١/ ٤٩٥, وتاريخ بغداد ٣/ ٣٨٠".
٩ المبرد ١٣٧/ أ.

<<  <   >  >>