للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تميمًا تجنح كثيرًا إلى إدغام المثلين، وضممنا إله ما سوف نذكره من تسكينها عين الفعل الماضي, وأواسط بعض الكلمات، لم نجد مشقة في رد هذا المثل إلى أصحابه من بني تميم١.

وفضَّلَ التميميون القاف على الكاف فقالوا: "قشطت الجُلّ عن الفرس" بدلًا من "كشطته". قال أبو عبيدة٢: "وقريش تقول: كشطت، وتميم وأسد وقيس تقول: قشطت, وفي مصحف عبد الله بن مسعود: "قشطت"٣، ومن هذا الباب، بلا ريب إلحاقهم القاف باللهاة حتى تغلظ جدًّا فيقولون: "الكوم" بدلًا من "القوم", فيكون بين الكاف والقاف.

قال الشاعر من تميم:

ولا أكول لِكدْر الكَوْم: كَدْ نضجت ... ولا أكول لباب الدار: مكفولُ٤

ولئن عرفنا عن فُقَيْم من تميم إبدال الياء جيمًا مطلقًا، فإن عامة


١ يضرب هذا المثل فيمن أصاب بعض حاجته وإن لم ينلها كلها.
٢ أبو عبيدة هو معمر بن المثنى التيمي بالولاء، إمام في اللغة والأدب، إلّا أنه كان شعوبيًّا يبغض العرب, وصنَّف في مثالبهم كتبًا, توفي في البصرة سنة ٢٠٩هـ, له مصنفات كثيرة أشهرها "نقائض جرير والفرزدق" و"مجاز القرآن " وقد طبعا, ومن كتبه التي لا تزال مخطوطة: "إعراب القرآن", و"طبقات الشعراء".
٣ قارن المخصص ١٣/ ٢٧٧ بأمالي القالي ٢/ ١٣٩.
٤ الصاحبي ٢٥, وفي المصدر نفسه نقرأ علن حرف بين القاق والكاف والجيم، ويقول فيه ابن فارس: "وهي لغة سائرة في اليمن، مثل "جمل" إذا اضطروا قالوا: "كمل", وقارن بمقدمة الجمهرة لابن دريد ١/ ٤ عند الحديث عن الحروف التي استعملتها العرب، وأنها تزيد على ثمانية وعشرين حرفًا إذا أضيفت إليها حروف لا تتكلم بها العرب إلّا ضرورة, فإذا اضطروا إليها حولوها عند التكلم بها إلى أقرب الحروف من مخارجها، مثل "بور" بين الباء والفاء يقولون فيه: فور.

<<  <   >  >>