إياها وحمدهم مقامهم فيها, وحسن ما يلقون من معاملة طيبة.
في الخبر بعد، إشارة إلى كرم هاشم وكثرة إنفاقه على إخوانه، وأن أفعاله نمّت على أصله وسيادته وشرفه، كما فيه تصريح بأسلوب الروم وأسلوب العرب في أكل اللحم والمرق, وكيف عجب الروم من الثريد لأنه طراز لم يألفوه.
ذكروا أن اللام في قوله تعالى أول السورة:{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} للتعجب, فالمعنى: اعجبوا لإيلاف قريش، وآخرون علقوها ومجرورها بالفعل فقالوا: إن المعنى: فليعبدوا رب هذا البيت لإيلافهم١. فجعلوا الفاء في الفعل زائدة لتحسين اللفظ, وتقوية المعنى كما في قوله تعالى:{وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} وجعلوا "إيلاف" الثانية توكيدا للأولى.
وقد امتنّ الله عليهم بإيمان خوفهم من الغارات والحروب والقتال, وغير ذلك من الأمور التي يخافها كل عربي غيرهم, حتى إن الرجل منهم ليصاب في حي من أحياء العرب, فإذا قال: أنا حرمي "أي: من أهل الحرم" أطلقوه, وكفوا عن ماله إكراما له.
وقد أمّن الله أهل مكة من خوف آخر هو جيش أبرهة أصحاب
١ والوجه ما تقدم لك ص١٥٢ من تعليق "لإيلاف" بقوله: "فجعلكم كعصف مأكول" فارجع إليه.