للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قد كانت الفعلة مني ضلة

هلا على غيري جعلت الزلة

فسوف أعلو بالحسام القلة

ثم أنشد:

وداهية يهال الناس منها ... شددت لها بني بكر ضلوعي

قدمت بها بيوت بني كلاب ... وأرضعت الموالي بالضروع

جمعت له يدي بنصل سيف ... فخرّ يميد كالجذع الصريع١

واستاق اللطيمة إلى خيبر، وبعث رسولا مستعجلا إلى حرب بن أمية يخبره أنه قتل عروة فليحذر قيسا٢، فتبعه رجلان من غطفان يريدان قتله، فكان هو أول من لقيهما فعرف ما قصدا إليه فنوى التعجيل بهما فقال لهما: "من الرجلان؟ " قالا: "من غطفان وغني" قال البراض: "ما شأن غطفان وغني بهذه البلدة؟ " قالا: "ومن أنت؟ " قال: "من أهل خيبر" قالا: "ألك علم بالبراض؟ " قال: "دخل علينا طريدا خليعا فلم يئوه أحد بخيبر, ولا أدخله بيتا" قالا: "فأين


١ أرضعت الموالي بالضروع: ألحقت الموالي بمنزلتهم من اللؤم ورضاع الضروع وأظهرت فسالتهم، وهذا كما يقال: لئيم راضع أي: يرضع اللؤم من ثدي أمه. والقلة من كل شيء: أعلاه.
٢ تاريخ العرب قبل الإسلام لزيدان ١/ ٢٤١.

<<  <   >  >>