بلغ قريشا خبر البراض وقتله عروة, وفزعوا أن تعلم بذلك هوازن فتدهمهم وكانوا في عكاظ في الشهر الحرام, فخلصوا نجيا "واتفق رأيهم أن يخاطبوا عامر بن مالك سيد قيس بذلك, فأتوه وأخبروه فأجاز مالك بين الناس, وأعلم قومه ما قيل له, وأوشكوا أن يصطلحوا". لكن فريقا منهم خافوا أن يكون قومهم بمكة في ضيق, فانسلوا من عكاظ وهوازن لا تشعر بهم, وتوجهوا نحو مكة رجاء أن ينصروا إخوانهم إن كان حزبهم أمر.
وكان من عادة العرب إذا وفدت على عكاظ أن تدفع أسلحتها إلى عبد الله بن جدعان، وكان هذا سيدا حكيما مثريا من المال، فتبقى عنده أسلحة الناس حتى يفرغوا من أسواقهم وحجهم فيردها عليهم إذا ظعنوا. فلما كان من أمر البراض ما كان, قال حرب بن أمية لابن جدعان:"احتبس قِبَلك سلاح هوازن" فقال عبد الله: "أبالغدر تأمرني يا حرب؟ فوالله لو أعلم أنه لا يبقى فيها سيف إلا ضربت به ولا رمح إلا طعنت به ما أمسكت منها شيئا. ولكن لكم مائة درع ومائة رمح ومائة سيف تستعينون بها" ثم صاح ابن جدعان