للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كانت الفتوحات والغزوات, قام الأنباط التجار بمهمة نقل الأخبار بين الشام والحجاز١.

وأما اليهود فقد "كانت التجارة بنوع خاص من أهم مرافق الحياة عند يهود الحجاز, حتى صار لبعضهم فيها شهرة عظيمة وصيت بعيد كأبي رافع الخيبري الذي أرسل بضاعته بوساطة القوافل إلى الشام, واستورد منها الأقمشة المختلفة. ويمكن أن يقال: إن تجارة البلح والشعير والقمح كانت خاصة بهم في شمال الحجاز"٢.

لكن شأن اليهود فاق شأن الأنباط؛ لاستيطانهم في جزيرة العرب فاستفحل أمرهم, وزاحموا السكان الأصليين على مرافقهم وكانت لهم خبرة في الزراعة والتجارة وتنمية المال, فاستغنوا وبنوا لأنفسهم القرى والمزارع والحصون, وأشهر مراكزهم العامة في المدينة وخيبر.

ومما تجدر ملاحظته أنهم بعد أن شاركهم في مغانمهم التجارية


١ ومن هؤلاء الأنباط التجار علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتجمع الروم على الحدود, فأخذ أهبته وأخفى جهته في الغزوة المشهورة غزوة تبوك. انظر شرح الزرقاني للمواهب ٣/ ٦٣.
٢ تاريخ اليهود في بلاد العرب ص١٨.

<<  <   >  >>