يتخذ بها نعال جيدة ذات شهرة, وتنسب إليها فيقال: نعل حضرمية, وهي الملسنة من النعال.
تقوم السوق في رابية بحضرموت فتعرف أيضا بسوق الرابية، من منتصف ذي القعدة حتى آخره، وربما قامت هي وعكاظ في يوم واحد، فكان بعض الناس يأخذ إلى عكاظ وبعضهم يتوجه إلى رابية حضرموت، وهذه السوق خاصة بمن حولها، ولكن كثيرا ما يأتيها الناس من بعيد، ولقريش قوافل إلى هذه السوق ترسلها في تجاراتها، وكثير من العرب يجوزها إلى غيرها ولا يحضرها، ونظرا لانقطاعها عما حولها لم يستغن قاصدها عن دليل وخفير. قال المرزوقي:
"أما الرابية فلم يكن يصل إليها أحد إلا بخفارة؛ لأنها لم تكن أرض مملكة، وكان من عزّ فيها بزّ صاحبه، فكانت قريش تتخفر ببني آكل المرار من كندة، وسائر الناس "يتخفرون" بآل مسروق بن وائل الحضرمي، فكانت مكرمة لأهل البيتين، وفضل أحدهما على الآخر كفضل قريش على سائر الناس"١.
فيستفيد هذان الحيان من الخفارة والدلالة معا ربحا ماديا, إذ كان كسبهم من أولئك التجار الذين يمشون بين أيديهم بسلاحهم يحرسون بضائعهم, ويحمون حياتهم, ويدلونهم على الطريق.