للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحروب. فمن أتى عملا شائنا تأباه مروءة العربي شهروا أمره بعكاظ, ونصبوا له راية غدر١ فعرفوه فلعنوه واجتنبوه، ومن أراد أن يستلحق امرأ بنسبه استلحقه وأعلن ذلك للناس في عكاظ، ومن أراد التبرؤ من قريب لسبب ما، تبرأ منه علنا، فإذا أتى بعد ذلك جريمة أو خيانة كان المتبرئ -في عرف العرب يومئذ- في حل مما أتى قريبه: ذكروا "أن قيس بن الحدادية من شعراء الجاهلية، كان شجاعا فاتكا صعلوكا خليعا، وقد جر على قومه خزاعة عنتا وإرهاقا كبيرا، فخلعته خزاعة بسوق عكاظ وأشهدت على نفسها بخلعها إياه, فلا تحتمل جريرة له ولا تطالب بجريرة يجرها أحد عليه"٢.

وإذا أطلق لقب على أحد في عكاظ عرف صاحبه به، وجرى له مجرى اسمه واسم أبيه: قاتل أبو ربيعة بن المغيرة من قريش يوم


١ لم يقتصر هذا على عكاظ، بل نجد نحوا منه في عامة المواسم ولا سيما مواسم الحج، فإذا غدر الرجل بجاره أوقدوا النار بمنى أيام الحج على أحد الأخشبين ثم صاحوا: هذه غدرة فلان ليحذره الناس. بلوغ الأرب ٢/ ١٦٢. وهدد زهير بن أبي سلمى بني عبد الله بن غطفان إن لم ينصفوا بقوله:
وتوقد ناركم شررا ويرفع ... لكم في كل مجمعة لواء
العقد الثمين ص٣١.
٢ الأغاني ١٢/ ٢٠.

<<  <   >  >>