عكاظ مسرعة إلى الحرم؛ خوفا من هذه القبائل بعد قتل البراض، إذ كانت عكاظ في ديارهم، وهم بها أكثر ما يكونون منعة وعددا.
أما اشتقاق عكاظ ولِمَ سميت بهذا الاسم، فقد ذهب اللغويون فيه مذاهب، وقلبوا الكلمة على معانيها المختلفة: فالقهر والحبس وردّ الفخر والتجادل والتحاج ... كل هذا معانٍ للعكظ وكلها صالحة لأن يعلل بها التسمية, فيقول قوم: سميت عكاظ؛ لأن العرب كانت تجتمع فيها فيعكظ بعضهم بعضا في المفاخرة أي: يقهره ويعركه، وقال آخرون: إنها من تعكّظ القوم, إذا تحبسوا لينظروا في أمورهم، وذهب غيرهم إلى أنها من التعاكظ بمعنى التفاخر.
تقوم هذه السوق في ذي القعدة، وللعلماء بعد خلاف في تعيين أيامها من هذا الشهر؛ فالمرزوقي يجعلها تبدأ من نصفه حتى آخره، وآخرون يجعلون وقتها في شوال١, إلا أن الأكثرين على أنها تبدأ من أول ذي القعدة وتستمر حتى العشرين منه؛ إذ تبدأ سوق مجنة فيرتحل إليها الناس وهي أقرب من مكة، فإذا أهل ذو الحجة انقشع الناس من مجنة إلى ذي المجاز قرب عرفة, وبقوا فيها حتى يوم التروية فيبدأ الحج.
١ ذكره صاحب مراصد الاطلاع, وياقوت في إحدى روايتيه.