للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ينزل السوق "قريش وهوازن وغطفان وخزاعة والأحابيش وعضل والمصطلق وطوائف من أفناء العرب"١ يؤمونها من العراق والبحرين واليمامة وعمان والشحر واليمن وسائر أطراف الجزيرة.

فهي عامة حتى إنه ليس فيها مكّاس ولا عشّار؛ لأنه لم تكن في ملك أحد من الأمراء. وقربها من مكة ومشاعر الحج ألبسها حرمة تتقصف دونها مطامع الكبراء، ولعل من أهم ميزاتها صفتها العامة هذه، أما الفصل بين الناس فيها فزعم المرزوقي "أن أمر الموسم وقضاء عكاظ كان في بني تميم يكون ذلك في أفخاذهم: الموسم على حدة، وعكاظ على حدة، وكان من اجتمع له ذلك منهم عامر بن الظرب العدواني وسعد بن زيد مناة من تميم، وقد فخر المخبل بذلك في شعره فقال:

ليالي سعد في عكاظ يسوقها ... له كل شرق من عكاظ ومغرب

ثم وليه "فلان وفلان ... " حتى جاء الإسلام فكان يقضي بعكاظ محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، وكان أبوه قاضيها في الجاهلية، فمات فصار ذلك ميراثا لهم، وكان آخر من قضى منهم ووصل إلى الإسلام الأقرع بن حابس".

وكان الناس ينزلونها منحازين على مداعيهم وراياتهم في المنازل،


١ الأزرقي ١٣١.

<<  <   >  >>