ثم اطلعنا بعد صدور الطبعة الأولى بسنة, فإذا الدكتور محمد حسين هيكل يقول في كتابه "في منزل الوحي ص٣٦٤ الطبعة الأولى": أدق ما يروى"! " أنها اتخذت بعد الفيل بـ ١٥ سنة, وقد عرفت آنفا مبلغ هذا النقل في الدقة. وإذا تأملت أحداث عكاظ التي عرضنا لها, عرفت أن بعضها يرتفع إلى ما قبل جميع هذه التواريخ التي ذكروها: فالمرأة التي باعت أنحاء السمن بعكاظ وتزوجت بعد ذلك بعبد شمس، وعمرو بن كلثوم الذي أنشد قصيدته في عكاظ عاش حول سنة "٥٠٠م". وإذا أضفت إلى هذا ما فطن له الأستاذ أحمد أمين "الرسالة, السنة الأولى, العدد ١٣ ص٢٥" في بحوثه عن عكاظ والمربد، من أن المرزوقي عد عشرة ولوا القضاء بعكاظ قبل الإسلام، استظهرت أن السوق مضى على إنشائها زمن قبل أن تصير فيه هذه الأحداث كلها. من كل ذلك تعرف صحة ما ذهبنا إليه من أنها كانت قبل سنة "٥٠٠م" حتما.