للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فالبلدة إذن ذات مكانة قديمة لعهد الجاهلية وصدر الإسلام. ويذكر الطبري١ أنه لما "انصرف مروان "الجعدي" منهزما، جمع قومه وجنده، ومضى إليه أبو الورد فهزمه ثانية وتفرق من معه وأسر ثلاثة رجال من ولده وهم: نعيم، وبكر، وعمران, فبعث بهم إلى مروان ... وهو بدير أيوب فأمر بمداواة جراحاتهم". ثم ذكر ما يفيد أن مروان جعلها قاعدة حربية لتجهيز جنده وبعثهم إلى الأطراف المنتقضة فيقول: "فأقبل نحو من عشرة آلاف ممن كان مروان قطع عليه البعث بدير أيوب لغزو العراق مع قوادهم, حتى حلوا بالرصافة"٢.

وبقيت دير أيوب من القرى المهمة في حوران, حتى ضؤل شأنها كما ضؤل شأن بصرى وأذرعات وسائر حوران.

وهذه السوق أول أسواق الشام قياما. فكان العرب وقريش إذا انتهوا من أسواقهم الموسمية: عكاظ ومجنة وذي المجاز، وأنهوا حجهم ورجعت وفود البلدان، نظّموا عيرهم وتهيئوا للسفر إلى الشام فأقاموا تجاراتهم فيها, وبدءوا بسوق دير أيوب هذه.

ومتى انتهوا منها, وانتقضت اعتدوا سبعين يوما٣ ثم أقاموا سوق بصرى.


١ ٢/ ١٨٩٤.
٢ ٢/ ١٨٩٧.
٣ الأزمنة والأمكنة ٢/ ١٦٩.

<<  <   >  >>