وفوق هذا كله كان لهؤلاء العرب ذوي الملكة التجارية الراقية اهتمام بما حولهم من الأقطار التي يتاجرون فيها, ومراقبة لما يجري هناك من أحداث، دفعهم إلى ذلك طبيعة التجارة وما تتطلب من درس وإلمام بالأسواق وأمنها وأحوال المسيطرين على شعوبها, وأنت تعرف ذلك من الحرب التي كانت بين الفرس والروم في مشارف الشام قبل الهجرة بست سنين, وكيف كان مشركو مكة فرحين بانتصار الفرس إذ كانوا مثلهم غير ذوي كتاب، وقد شمتوا بهزيمة الروم إذ كانوا كالمسلمين أتباع كتاب سماوي. وقد سجل القرآن الكريم هذه الظاهرة ظاهرة اهتمام المكيين بما يجري حولهم من شئون الفرس والروم في الآية الكريم, أول سورة الروم: