للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

للعباس أرض بالطائف وكان الزبيب يحمل منها فينبذ بالسقاية للحاج, وكانت لعامة قريش أموال بالطائف يأتونها من مكة فيصلحونها ... وصارت أرض الطائف مخلافا من مخاليف مكة"١.

وكان بالمدينة -وفيها كثير من اليهود- ربا منتشر، وعرف من مرابيها من أصبح ذا غنى فاحش:

جاء في خزانة الأدب: "كان أُحَيْحة بن الجلاح كثير المال شحيحا عليه، يبيع بيع الربا بالمدينة، حتى كاد يحيط بأموالهم، وكان له تسع وتسعون بئرا كلها ينضح عليها, وكان له ... إلخ"٢.

ومن مراجعة كتاب الصلح الذي كتبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأهل نجران نعلم أن غير اليهود لهم نصيب يحملونه من أمر الربا هذا، فقد شرط عليهم ألا يأكلوا الربا ولا يتعاملوا به "ومن أكل منهم ربا من ذي قِبَل, فذمتي منه بريئة". ولعل نصارى نجران كانوا قد بلغوا من التعامل به مبلغا صعب عليهم فيه تنفيذ هذا الشرط؛ لما تأصل فيهم من اعتياده، حتى استفحل أمره فيهم أيام خلافة عمر بن الخطاب وشاعت لهم أموال أفادوها منه, وخاف عمر العاقبة فأجلاهم٣.


١ البلاذري ج١ ص٥٦.
٢ خزانة الأدب ٣/ ٣٣٧ "المطبعة السلفية".
٣ فتوح البلدان البلاذري ١/ ٦٦.

<<  <   >  >>