للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

صاحب عيرهم أو دليلها، فكانوا يقولون: قدمت عير قريش, خرجت عير قريش١.

فهذه ثمانية وجوه في هذا الاسم, وكل وجه منها معه شفيع من معنى أو مناسبة، ينفذ به إلى القبول.

إلا أن منها جميعا قولين يظفران على التمحيص، أما الأول فهو أنه أطلق على النضر بن كنانة، فكل من كان من ولده فهو قرشي، ومن لم يكن من ولده فليس بقرشي. وهناك مذهب آخر له شأنه من حيث رواته الثقات، يرمي إلى أن هذ اللقب أطلق على حفيده "فهر بن مالك بن النضر" نقله صاحب المصباح عن السهيلي, وشارح القاموس عن ابن الكلبي, وقال: "إنه مرجع في هذا الشأن". وذُكر أيضا في سيرة ابن هشام. ونحن إذا دققنا في صيغة الرواية عند ابن هشام وصاحب المصباح وجدناها مبنية للمجهول: "ويُقال ... " وبهذا نعلم أن الراويين ضعفّاها فكفيانا بذلك المئونة٢. وقول الشاعر:


١ انظر مادة "قريش" في القاموس وشرحه تاج العروس، وفي لسان العرب وخزانة الأدب ١/ ١٨٩ "السلفية".
٢ ومع ذلك فقد قال في العقد الفريد "٢/ ٢٠٣": "إنما جمع قصي إلى مكة بني فهر بن مالك، فجد قريش كلها فهر بن مالك، فما دونه قريش وما فوقه عرب".
وجاء في خزانة الأدب ١/ ١٩٠: "قال عبد الملك بن مروان: سمعت أن قصيا كان يقال له: القرشي، لم يسمّ قرشي قبله".

<<  <   >  >>