معرفتنا ممارسة المرأة العربية للتجارة, ومشاركة الرجال في الجاهلية بالخروج إلى الأسواق والاتجار فيها, قال:
"خرج هاشم في عير لقريش، فيها تجارات. وكان طريقهم على المدينة، فنزلوا بسوق النبط فصادفوا سوقا تقوم بها في السنة يحشدون لها, فباعوا واشتروا ونظروا إلى امرأة على موضع مشرف من السوق، فرأى امرأة تأمر بما يشترى ويباع لها، فرأى امرأة حازمة جلدة، مع جمال. فسأل هاشم عنها: أأيّم هي أم ذات زوج؟ فقيل له: "أيّم, كانت تحت أحيحة بن الجلاح فولدت له عمرا ومعبدا، ثم فارقها" وكانت لا تنكح الرجال لشرفها في قومها حتى يشترطوا لها أن أمرها بيدها، فإذا كرهت رجلا فارقته. وهي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. فخطبها هاشم فعرفت شرفه ونسبه، فزوجته نفسها ودخل بها وصنع طعاما ودعا من هناك من أصحاب العير الذين كانوا معه وكانوا أربعين رجلا من قريش, فيهم رجال من بني عبد مناف ومخزوم وسهم، ودعا من الخزرج رجالا وأقام بأصحابه أياما. وعلقت "منه" سلمى بعبد المطلب فولدته في رأسه شيبة فسمي شيبة. وخرج هاشم في أصحابه إلى الشام حتى بلغ غزة فاشتكى فأقاموا عليه حتى مات, فدفنوه بغزة