للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ببلائهم، وبما قدموا فداء لعقيدتهم. فهذا حياض بن قيس القشيري يخاطب فرسه، وينشد رجله التي قطعها الروم في اليرموك فيقول:

أقدام حذام إنها الأساورة ... ولا تغرنك رجل نادرة

أنا القشيري أخو المهاجرة ... أضرب بالسيف رءوس الكافرة١

ثم يشد على أعدائه فيقتل من الروم عددًا كبيرًا، حتى استحق أن يفخر ببلائه أحد بني أبيه فقال:

ومنا ابن عتاب وناشد رجله ... ومنا الذي أدى إلى الحي حاجبا٢

وهذا القعقاع بن عمرو يفاخر ببلائه ونجدته يوم اليرموك، وإجابته الداعي في كل ملمة يقول:

يدعون قعقاعًا لكل كريهة ... فيجيب قعقاع دعاء الهاتف٣

وبينما تكثر أبيات الرجز في هذه الوقعة لا تكاد القصائد أو المقطوعات يكون لها وجود، اللهم إلا مقطوعة واحدة قليلة عدد الأبيات للقعقاع بن عمرو، يصور فيها تهافت الروم في الواقوصة، ويشيد بكتيبة خالد، التي أبلت في الشام بلاءها في العراق.. قال:

ألم ترنا على اليرموك فزنا ... كما فزنا بأيام العراق

قتلنا الروم حتى ما تساوى ... على اليرموك مفروق الوراق

فخضنا جمعهم لما استحالوا ... على الواقوصة التبر الرقاق

غداة تهافتوا فيها فصاروا ... إلى أم تعضل بالذواق٤


١ الإصابة ج٢، ص٦٨، وقد توهم الشاعر فدعى الروم أساروه.
٢ المرجع نفسه.
٣ الإصابة ج٥، ص٢٤٤.
٤ ياقوت ج٤، ص٨٩٣.

<<  <   >  >>