للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتجه المسلمون إلى فحل فيحاصرونها، ويتركون جندا لمناوشة الروم، بينما تتجه كثرة الجيش إلى دمشق، وقد فتحها الله عليهم بعد اشتباك مع الروم في مرج الصفر وحصار طويل للمدينة، ففتحت أبوابها للمسلمين صلحًا من جانب، وحربًا من جانب آخر. وكان عبد الرحمن بن أبي سرح -أحد جند يزيد بن أبي سفيان- يتوقع تسليم المدينة والجند رابضون على أبوابها، فقال يصف انتظار الجند بباب توماء مع ابن أبي سفيان:

ألا أبلغ أبا سفيان عنا بأننا ... على أحسن حال كان جيش يكونها

وأنا على باب لتوماء نرتمي ... وقد حان من باب لتوماء حينها١

وبعد أن فتحت دمشق عاد المسلمون إلى فحل؛ حيث التقوا بثمانين ألفًا من الروم وانتصروا عليهم انتصارًا مبينًا، صوره القعقاع بن عمرو في قوله:

وغداة فحل قد رأوني معلمًا ... والخيل تنحط والبلا أطوار

ما زالت الخيل العراب تدوسهم ... في حوم فحل والهبا موار

حتى رمين سراتهم عن أسرهم ... في روعة ما بعدها استمرار٢

ووصف علقمة بن الأرث العبسي تنكيل المسلمين بالروم فقال:

ونحن قفلنا كل واف بآله ... من الروم معروف النجاد منطق

ونحن طلقنا بالرماح نساءهم ... وأبنا إلى أزواجنا لم تطلق

وكم من قتيل أهرقته سيوفنا ... كفاحًا وكف قد أطيحت وأسوق٣

ووجه أبو عبيدة بعد فحل جنود العراق، وعليهم هاشم بن عتبة والقعقاع بن عمرو كأمر أبي بكر كما وجه بالأعور السلمي إلى طبرية فحاصرها حتى فتحها الله عليه، وفي ذلك يقول الربيع بن مطرف بن بلخ التميمي أحد جنود الأعور:


١ ياقوت ج١، ص٤٤٣.
٢ ياقوت ج٣، ص٨٥٣.
٣ الإصابة ج٥، ص١١١.

<<  <   >  >>