للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومهما تختلف الروايات في أمر خروجه للغزو فإنها تتفق في مجموعها على رواية حبسه بالقادسية، واستعطافه زوج سعد أن تلطقه، حتى يشترك في القتال بشعر يكشف عن ولوعه بالحرب وبلائه فيها، كما تتفق جميعها على أفاعيله العجيبة يوم أرماث، حتى ليدخل عمله في إطار الأسطورة.

ويُروى أنه لما عاد من القتال ليضع رجليه في القيد كما تعهد لزوج سعد قابلته امرأة في الطريق فظنته لعجلته فارًّا منهزمًا، فأنشأت تقول:

من فارس كره الطعان يعيرني ... رمحا إذا نزلوا بمرج الصفر

فأجابها أبو محجن:

إن الكرام على الجياد مبيتهم ... فدعى الرماح لأهلها وتعطري١

ولما عاد ورجع إلى محبسه أنشأ يقول:

لقد علمت ثقيف غير فخر ... بأنا نحن أكرمهم سيوفا

وأكثرهم دروعًا سابغات ... وأصبرهم إذا كرهوا الوقوفا

وأنا رفدهم في كل يوم ... فإن جحدوا فسل بهم عريفا

وليلة قادس لم يشعروا بي ... ولم أكره لمخرجي الزحوفا

فإن أحبس فقد عرفوا بلائي ... وإن أطلق أجرعهم حتوفا٢

وتُروى في الخزانة أبيات لم ترد في ديوانه عن بلائه في القتال، تقول:

لما رأينا خيلا محجلة ... طرنا إليهم بكل سهلبة

وقوم بغى في جحفل لجب ... وكل صافي الأديم كالذهب

وكل عراصة مثقفة ... فيها سنان كشعلة اللهب

وكل عضب في متنة أثر ... ومشرفي كالملح ذي شطب


١ المرجع السابق.
٢ الأغاني ج٢١، ص١٤٠.

<<  <   >  >>