للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن يك سائلًا عني فإني ... بأرض لا يواتيها القرار

بباب الترك ذي الأبواب دار ... لها في كل ناحية مغار

نذود جموعهم عما حوينا ... ونقتلهم إذا باح السرار

سددنا كل فرج كان فيها ... مكاثرة إذا سطع الغبار

وألحمنا الجبال جبال قبج ... وجاوز دورهم منا ديار

وبادرنا العدو بكل فج ... نناهبهم وقد طار الشرار

على خيل تعادى كل يوم ... عتادًا ليس يتبعها المهار١

وليس أدل على ما نحن بصدده من قول المثنى بن حارثة، وهو يرى أفناء العروب وأحياءها جميعًا جنودًا غير متمايزين في جنده، وكأنهم أبناء أم واحدة، هي الوغى:

صبحنا بالخنافس جمع بكر ... وحيا من قصاعة غير ميل

بفتيان الوغى من كل حي ... تبارى في الحوادث كل جيل٢

وهكذا يخفت صوت القبليات، فلا نعود نسمع بتميم أو مذحج إلا لماما. وأخذت تعبيرات جديدة تظهر في الدلالة على الفاتحين، فهم فتيان الوغى، في قول المثنى, وهو جند السلم، في قول القعقاع:

فما فتئت جنود السلم حتى ... رأينا القوم كالغنم السوام٣

وهم الفتيان الكماة في قول عاصم بن عمرو:

صبحناهم بكل فتى كمى ... وأجرد سابح من خيل عاد٤

وهم رجال هاجروا نحو ربهم، في قول عاصم أيضًا:


١ ياقوت ج١، ص٤٣٧.
٢ ياقوت ج٢، ص٤٧٣.
٣ ياقوت ج٣، ص٨٩٤.
٤ الطبري ج٤، ص٢١٧٤.

<<  <   >  >>