للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجاز جوار العبد بعد اختلافنا ... ورد أمورا كان فيها تنازع

إلى الركن والوالي المصيب حكومة ... فقال بحق ليس فيه تخالع١

وكذلك أخذت آثار الديمقراطية الإسلامية تظهر في الشعر، عندما يناقش عبد الرحمن بن حنبل الخليفة حساب فيء المسلمين، ويتهمه بتبديده، وتوزيعه بين أهله وخاصته، فيقول:

وأحلف بالله جهد اليمين ... ما ترك الله أمرا سدى

ولكن خلقت لنا فتنة ... لكي نبتلى بك أو نبتلى

دعوت الطريد فأدنيته ... خلافًا لما سنه المصطفى

ووليت قرباك أمر العباد ... خلافًا لسنة من قد مضى

وأعطيت مروان خمس الغنيـ ... ـمة آثرته وحميته الحمى

ومالا أتاك به الأشعري ... من الفيء أعطيته من دنا

فإن الأمينين قد بينا ... منار الطريق عليه الهدى

فما أخذا درهما غيلة ... ولا قسمًا درهمًا في هوى٢

وكذلك أخذت شكوى المسلمين من العمال والأمراء تنظم شعرًا إلى الخليفة، كأبيات يزيد بن الصعق إلى عمر بن الخطاب، يغريه فيها ببعض الولاة، الذين استغلوا مناصبهم ونهبوا أموال المسلمين، ويطلب منه أن يجردهم منها، أو يشاطرهم فيها، فيقول:

أبلغ أمير المؤمنين رسالة ... فأنت أمين الله في النهي والأمر

وأنت أمين الله فينا ومن يكن ... أمينًا لرب العرش يسلم له صدري

فلا تدعن أهل الرساتيق والقرى ... يسيغون مال الله في الأدم والوفر


١ ياقوت ج٢، ص١٣٠.
٢ الاستيعاب ٤١٠، الأغاني ج٦/ ٢٦٨.

<<  <   >  >>