للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأرسل إلى الحجاج فاعرف حسابه

... وأرسل إلى جزء وأرسل إلى بشر

ولا تنسين النافعين كلاهما ... ولا ابن غلاب من سراة بني نصر

وما عاصم منها بصغر عناية ... وذاك الذي في السوق مولى بني بدر

وأرسل إلى النعمان فاعرف حسابه ... وصهر بني غزوان إني لذو خبر

وشبلا فسله المال وابن محرش ... فقد كان في أهل الرساتيق ذا ذكر

فقاسمهم -نفسي فداؤك- إنهم ... سيرضون إن قاسمتهم عنك بالشطر

ولا تدعوني للشهادة إنني ... أغيب ولكني أرى عجب الدهر

نئوب إذا آبوا ونغزو إذا غزوا ... فأنَّى لهم وفر ولسنا ذوي وفر١

وراح بعض الشعراء يقارنون بين الأمراء فيهم والصحابة الراشدين، ويوازنون بين عدلهم وحسن سياستهم للأمة وما يجدون من أمرائهم في الأمصار من مخالفة عن سننهم كما يظهر في قول النابغة الجعدي لأبي موسى الأشعري والي البصرة:

فإن يكن ابن عفان أمينا ... فلم يبعث بك البر الأمينا

فيا قبر النبي وصاحبيه ... ألا يا غوثنا لو تسمعونا

ألا صلى إلهكم عليكم ... ولا صلى على الأمراء فينا٢

وظهر في شعر الفتوح أيضًا بعض الآثار الناتجة عن تطبيق الحدود الإسلامية على المنحرفين في الأمصار، ومن أمثلة ذلك: أن نقب بعض شباب الكوفة جدار ابن الحيثمان الخزاعي وقتلوه، فكتب عثمان بقتلهم، وفي هذا يقول عاصم بن عمرو مشيدًا باتباعه محكم الفرقان في عقابهم:

إن ابن عفان الذي جربتم ... فطم اللصوص بمحكم الفرقان

ما زال يعمل بالكتاب مهيمنا ... في كل عنق منهم وبنان٣

...


١ البلاذري ص٣٨٤، الإصابة ج٢، ص٩٦، ج٦، ص٣٦١.
٢ الأغاني "ساسي" ج٤، ص١٣٧.
٣ الطبري ج٥، ص٢٨٤١.

<<  <   >  >>