للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العزيز١، ونظرت في رأس المائة الثانية فإذا هو رجل من آل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محمد بن إدريس الشافعي٢، وهذا ثابت عن الإمام أحمد سقى الله عهده٣، ومن كلامه: إذا سئلت عن مسألة لا أعلم فيها خبرا قلت فيها بقول الشافعي؛ لأنه عالم قريش٤، وذكر الحديث وتأوله عليه، وهو -رضي الله عنه- المتميز في الاستنباط من الكتاب والسنة ومعرفة الناسخ والمنسوخ وغير ذلك من أحكام القرآن وغيره، وأول من صنف في أصول الفقه قطعا، واشتغل في العربية عشرين سنة مع أنه عربي اللسان من أفصح العرب وأبلغها، ويُحتج بقوله كما يحتج بقول امرئ القيس٥ والنابغة٦ وغيرهما، واجتمع فيه شرف النسب، وشرف المولد، وشرف المنشأ، وشرف المحل٧، رضي الله عنه وأرضاه وحشرنا في زمرته آمين.


١ هو أبو حفص، عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي القرشي: الخليفة الصالح، والملك العادل، وربما قيل له: خامس الخلفاء الراشدين تشبيها له بهم، ولد ونشأ بالمدينة، مات مسموما بدير سمعان من أرض معرة النعمان سنة ١٠١هـ. السير ٥/ ١١٤.
٢ عون المعبود ١١/ ٢٦١، وحلية الأولياء ٩/ ٩٧.
٣ عون المعبود ١١/ ٢٦١، وحلية الأولياء.
٤ عون المعبود ١١/ ٢٦١، وكشف الخفاء ٢/ ٩٦، وسير أعلام النبلاء ١٠/ ٨٢.
٥ هو امرؤ القيس به حجر بن الحارث الكندي: أشهر شعراء العرب على الإطلاق وهو من أصحاب المعلقات، القصائد الجاهلية المشهورة، وكان أبوه ملك أسد وغطفان، وأمه أخت المهلهل الشاعر، ويعرف بالملك الضليل، وذي القزوح، وكتب الأدب مشحونة بأخباره، مات في أنقرة سنة ٨٠ ق. هـ.
٦ هو أبو أمامة، زياد بن معاوية الذبياني الغطفاني: شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، وهو أحد الأشراف في الجاهلية، وكان أحسن شعراء العرب ديباجة، وعاش عمرا طويلا، وتوفي في سنة ١٨ ق. هـ.
٧ انظر فضائله ومناقبه:
١- مناقب الشافعي للبيهقي.
٢- مناقب الشافعي للرازي.
٣- توالي التأسيس لمعالي ابن إدريس.
٤- حاشية المراجع المثبتة في مقدمة ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠/ ٥.

<<  <   >  >>