للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحسن الله ومد الرحمن وجود الرحيم وضع قلمك على أذنك اليسرى فإنه أذكر لك"١.

وعن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كتبت بسم الله الرحمن الرحيم فبين السين فيه" ٢.

والأحاديث في ذلك كثيرة، وأقوال السلف فيه شهيرة٣، وعن جابر٤ رضي الله عنه: إذا كتب أحدكم كتابا فليُتربه فإنه أنجح للحاجة٥، وعن أبي هريرة٦ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب"٧.

السادسة: كرهوا في الكتابة٨ فصل مضاف اسم الله تعالى منه كعبد الله أو عبد الرحمن أو رسول الله، فلا يكتب عبد أو رسول آخر السطر، والله أو الرحمن أو رسول أول السطر الآخر لقبح صورة الكتابة، وهذه الكراهة للتنزيه، وظاهر إيراد الخطيب٩ وغيره أنه للتحريم، فيجب اجتنابه، وفي الاقتراح أنه من الآداب، ويلتحق بذلك كما قال العراقي في أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأسماء


١ أدب الإملاء والاستملاء ١٧٠، وانظر أيضا الجامع لأخلاق الراوي ١/ ٤١٢، وجامع الأصول ٨/ ٣١.
٢ فيض القدير ١/ ٥٥٥، والجامع لأخلاق الراوي ١/ ٤٠٨.
٣ انظر هذا الباب عند الخطيب في كتابه الجامع لأخلاق الراوي ١/ ٤٠٧-٤١٤.
٤ هو جابر بن عبد الله بن عمرو الخزرجي الأنصاري السلمي: صحابي، من المكثرين في الراوية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وروى عنه جماعة من الصحابة، له ولأبيه صحبة، وكانت له في أواخر أيامه حلقة في المسجد النبوي يؤخذ عنه العلم، غزا تسع عشرة غزوة، توفي في سنة ٧٨هـ. الأعلام ٢/ ١٠٤.
٥ رواه الترمذي رقم ٢٧١٤، وانظر أيضا ابن ماجه ٢/ ١٢٤٠، وتحفة الأحوذي ٧/ ٤٩٤، والجامع لأخلاق الراوي ١/ ٤٣٣، وأدب الإملاء والاستملاء ١٧٤، وجامع الأصول ٨/ ٣١.
٦ هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، الملقب بأبي هريرة: صحابي، كان أكثر الصحابة حفظا للحديث ورواية له، نشأ يتيما ضعيفا في الجاهلية، وأسلم سنة سبع هجرية، ولزم صحبة النبي، وكان أكثر مقامه في المدينة المنورة، وتوفي فيها سنة ٥٩هـ. الأعلام ٣/ ٣٠٨.
٧ الروض المربع ١/ ٨، وإعانة الطالبيين ١/ ٦، والتقرير والتحبير ١/ ١٣.
٨ الجامع لأخلاق الراوي ١/ ١٤١ فما بعد.
٩ في كتابه: الجامع لأخلاق الراوي ١/ ٤١٤.

<<  <   >  >>