للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصحابة -رضي الله عنهم- كقوله: سابُّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كافر١، وقوله: قاتل ابن صفية٢ في النار يعني الزبير بن العوام٣ رضي الله عنه، فلا يكتب ساب أو قاتل في آخر السطر وما بعده أول سطر آخر، فهو قبيح جدا في صورة الكتابة حرام، خصوصا في النطق به من أول السطر ما لم ينطق بما في آخر السطر، وكذلك مما يُستقبح فيه الفصل ولو كان لغير متضايفين كقول سيدنا عمر -رضي الله عنه- في شارب الخمر الذي أتى به النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ثمل، فقال عمر: أخزاه الله ما أكثر ما يؤتي به٤، فلا يكتب فقال في آخر سطر: وعمر وما بعده في أول آخر، أما إذا لم يكن في شيء من ذلك بعد اسم الله، أو اسم نبيه، أو اسم الصحابة مثلا فلا بأس بالفصل، ومع ذلك فجمعهما أولى، بل صرح بعضهم بالكراهة في فصل نحو أحد عشر لكونهما بمنزلة اسم واحد، وكرهوا تبعيض الكلمة المركبة تركيبا مزجيا أو إضافيا، ونحو ذلك.

السابعة: عليه مقابلة كتابه بأصل صحيح موثوق به٥، فالمقابلة متعينة


١ انظر: المحلى ١١/ ٤١٢، وحاشية ابن عابدين ٤/ ٢٤٥.
٢ هي صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية، عمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووالدة الزبير بن العوام، وهي شقيقة حمزة، وكانت شاعرة باسلة، ماتت في المدينة سنة ٢٠هـ.
وقاتل ابن صفية هو ابن جرموز، قتله غيلة يوم الجمل، بوادي السباع بالقرب من البصرة.
٣ هو أبو عبد الله، الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي القرشي: صحابي شجاع، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأول من سل سيفه في الإسلام، وكان موسرا، كثير المتاجر، شهد المشاهد كلها، واليرموك، قالوا: كان في صدره أمثال العيون من الطعن والرمي، قتل غيلة شهيدا سنة ٣٦هـ. الأعلام ٣/ ٤٣.
٤ صحيح البخاري ٦/ ٢٤٨٩ حديث رقم ٦٣٩٨ و٦٣٩٩، والقول فيه "لرجل من القوم" وليس لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
٥ هي المسألة "السادسة عشرة" من الكتابة الأم "الدر النضيد في أدب المفيد والمستفيد" لبدر الدين الغزي، وما زال مخطوطا، وقد نشرت منه فصلة تمثل المسائل الثماني الأخيرة من هذا الفصل "السادس من الكتاب" وهو ذلك الذي يتحدث عن ضبط المؤلفات وتصحيحها، وقد أورد المؤلف فيه ثلاثا وعشرين مسألة، انظر مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد العاشر، الجزء الأول ١٣٨٤هـ-١٩٦٤م من ص١٦٧-١٨٤، وانظر أيضا تذكرة السامع ١٨٠.

<<  <   >  >>