إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
لما كان جسم الإنسان معرضا لسقوط شيء من بشرته، أو أعضائه بقصد، أو غير قصد، وقد يولد الانسان وفيه زيادة كأصبع زائدة في الرجل، أو اليد، فيشكل على المسلم حكم هذه الأشياء المنفصلة، أو الزائدة من حيث القطع، والتغسيل، والصلاة عليها، والدفن، وغيرها من الأحكام فرغبت أن أبحث في الأحكام الفقهية بالأجزاء المنفصلة، بشيء من التفصيل وذلك نظرا لعدم اطلاعي على بحث مستقل يجمع الأحكام الخاصة بها، ووسمته ب (الأحكام الفقهية المتعلقة بالأجزاء الزائدة، والمنفصلة، والمبتورة من جسم الإنسان).
أهمية الموضوع: تبدو أهمية الموضوع من خلال النقاط الاتية:
أولا: حاجة الناس لبيان هذه الأحكام المتعلقة بأعضاء الإنسان المبتورة.
(١) هذه الخطبة تسمى «خطبة الحاجة» والحديث له روايات فيها اختلاف يسير، أخرجه أبو داود في سننه برقم (٢١١٨) ٢/ ٢٣٨، والترمذي في سننه برقم (١١٠٥) ٣/ ٤٠٥، والنسائي في سننه برقم (١٤٠٤) ٣/ ١٠٤، وابن ماجه في سننه برقم (١٨٩٢) ١/ ٦٠٩، وأحمد في مسنده برقم (٣٧٢٠) ٦/ ٢٦٢، والدارمي في سننه برقم (٢٢٤٨) ٣/ ١٤١٣، والحاكم في المستدرك برقم (٢٧٤٤) ٢/ ١٩٩، والبيهقي في السنن الكبرى برقم (٥٨٠٢) ٣/ ٣٠٤. وصححه ابن الملقن في البدر المنير ٧/ ٥٣٠. وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي برقم (١١٠٥) ٣/ ١٠٥، وله رسالة خاصة بها، أورد طرقها، وصححها.