للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خامسا: أن يتعين على الإنسان إجراء العملية الجراحية، بحيث لا توجد وسيلة أخرى تقوم مقام تلك العملية في سد الحاجة، أو دفع الضرورة.

[المسألة الثانية: قطع وإزالة الزوائد من باب التجميل والتحسين.]

عرفت الجراحة التجميلية بأنها: [إجراء طبي جراحي يستهدف تحسين مظهر، أو وظيفة أعضاء الجسم الظاهرة] (١) والمراد منها تحسين المظهر، وتحقيق الصورة الأجمل، دون وجود دوافع ضرورية، أو حاجية تستلزم فعل الجراحة، كتفليج الأسنان، أو وشرها، أو النمص، أو إزالة آثار الشيخوخة.

ولقد خلق الله الإنسان فأحسن خلقه، وصوره فأحسن صورته، كما قال سبحانه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (٢)، وقال: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} (٣).

لذا اختلف الفقهاء في إزالة الأعضاء الزائدة من باب التحسين، والتجميل على قولين:

القول الأول: بالمنع والتحريم، وهذا قول عامة الفقهاء من المذاهب، وهو اختيار ابن جرير الطبري، وابن حجر، والشوكاني، وابن عثيمين (٤).

قال الطبري ما ملخصه (٥): [لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها الله عليها بزيادة، أو نقص، لالتماس الحسن لا للزوج، ولا لغيره كمن تكون لها


(١) ينظر: الجراحة التجميلية دراسة فقهية د. صالح بن محمد الفوزان ص ٢٠.
(٢) التين: ٤.
(٣) غافر: ٦٤.
(٤) ينظر: لوامع الدرر ١١/ ١١٠، والجوهرة النيرة ٢/ ١٣٢، ومجمع الأنهر ٢/ ٦٤٥، ومنح الجليل ٧/ ٤٩٤، والمغني ٨/ ٤٦٨، والمبدع ٧/ ٣١٣، والإنصاف ١/ ١٢٥، والجامع لأحكام القرآن ٥/ ٣٩٣، وشرح النووي على صحيح مسلم ١٤/ ١٠٧، ونيل الأوطار ٦/ ٢٢٩، والشرح الممتع ٨/ ٣١٣.
(٥) نقل عنه الإمام القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن ٥/ ٣٩٣، ونقل عنه ابن حجر في الفتح ١٠/ ٣٧٧، ونقل عنه المباركفوري في تحفة الأحوذي ٨/ ٥٥.

<<  <   >  >>