للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

روي أن عمرو بن معدي كرب الزبيدي رحمه الله «١» قال: لو طُفْتُ بظعينةٍ أحياءَ العرب ما خفت عليها، ما لم ألقَ عبديها وحرَّيها- يعني بالعبدين: عنترة بن شداد والسُّليْك بن السُّلكة، والحرَّين: دريد بن الصِّمَّة وربيعة بن مكدَّم «٢» - قال: وكلاًّ قد لقيت، وأعطاني الله النصر عليه، قيل له: فما تقول في عامر بن الطفيل؟ قال: أقول فيه ما قاله «٣» :

إذا مات عمر وقلت للخيل: «أوطئي ... زبيداً، فقد أودَى بنجدتهِ عمرو

فأما وعمروٌ في زبيدٍ فلا أرى ... لكم غزوهم، فارضوا بما حَكَمَ الدهرُ!

فَلَيْتَ زُبيداً زِيدَ فيها كَضِعفها ... وليتَ أبا ثورٍ يجيشُ به البحرُ!!»

وكان لعمرو بن معدي كرب أخٌ أكبر منه، يقال له: عبد الله، وكانت له التقدمة والرئاسة دون عمرو، وكان له أختٌ يقال لها: ريحانة «٤» ، ولها يعني عمروٌ بقوله في قصيدةٍ له:

أَمِنْ ريحانةَ الداعي السميعُ ... يؤرِّقني وأصحابي هُجُوعُ

يقول في هذه القصيدة، وهو بيت حكمة:

إذا لم تستطع أمرا «٥» فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع