للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هل رأيت رجلاً أشجع من الأسد؟! قال: فهل رأيت أنت أسداً فتح مدينة وحده؟! قالت: لا. قال: فمجزأة بن ثور فتح مدينة تستر «١» وحده.

قال عبد الله بن الزبير: لما اصطفنا «٢» يوم الجمل خرج علينا صائحٌ يصيح من قبل عليٍّ رضوان الله عليه: يا معشر فتيان قريش، أحذِّركم الرجلين العابدين: جندب بن زهير والأشتر مالك [رضي الله عنهما] «٣» ، فلا تقوموا لأسنتهما، أما جندب بن زهير فرجلٌ ربعةٌ يجر درعه حتى يعفو أثره، وأما الأشتر فلا نيابه قعقعةٌ في الحرب.

والأشتر مالك بن الحارث [رضي الله عنه] «٤» القائل «٥» :

بقَّيتُ وفري وانحرفت عن العلى ... ولقيت أضيافي بوجه عبوسِ

إن لم أشنَّ على ابن حربٍ «٦» غارةً ... لم تخلُ يوماً من نهابِ نفوسِ

خيلاً كأمثال السعالي شزَّباً «٧» ... تغدو ببيضٍ في الكريهة شوسِ «٨»

حميَ الحديدُ عليهم فكأنهم ... لمعاتُ «٩» برقٍ أو شعاعُ شموسِ

وإنما سمي مالك بن الحارث [ «الأشتر» ] «١٠» بضربةٍ أصابته في قتال