للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنقانه بالاشتغال به متى شاءت"١.

وتشتعل حماسته حين يتصور المرأة زوجة فيقول: "ترى نساءنا يمدحن رجالًا لا يقبل رجل شريف أن يمد يده لهم ليصافحهم، ويكرهن آخرين ممن نعتبر وجودهم شرفًا لنا؛ ذلك لأن المرأة الجاهلة تحكم على الرجل بقدر عقلها. فأحسن رجل عندها هو من يلاعبها طول النهار وطول الليل ويكون عنده ما لا يفنى لقضاء ما تشتهيه من الملابس والحلي والحلوى، وأبغض الرجال عندها من يقضي أوقاته في الاشتغال في مكتبه"٢.

ويرى أن التعليم يرد إلى المرأة شخصيتها، ويسمح له بالتفكير السليم ويصون كرامتها فيقول: "والمعول في كل ذلك على الأخلاق التي نشأت عليها المرأة في تربيتها الابتدائية. فإن اعتادت على أن تشغل أوقاتها بالمطالعة ومزاولة الأعمال المنزلية، وتربت بين أهل وعشيرة رأت فيهم أسوة الجد والاستقامة، وغاب من بينهم كل ما يؤثر في مشاعرهم أثرًا غير صالح أو يهيج حسها إلى أمر غير لائق، وتعودت على أن تقيم من عقلها حاكمًا على قواها الحسية، كان النادر أن تحيد عن الطريق المستقيم وأن تلقي بنفسها في غمرات الشهوات التي لا تسلم مهما كانت من الخطر والعذاب والندم، وبالجملة فإنا نرى أن تربية العقل والأخلاق تصون المرأة ولا يصونها الجهل، بل هي الوسيلة العظمى لأن يكون في الأمة نساء يعرفن قيمة الشرف وطرق المحافظة عليه، وأرى أن من يعتمد على جهل امراته مثله كمثل أعمى يقود أعمى مصيرهما أن يترديا في أول حفرة تصادفهما في الطريق"٣.

ويرى أن الحجاب أصل من أصول الأدب، ومن مفاهيمه قصر المرأة في البيت وبعد الرجال عنها، وعلى الرغم من أن نساء النبي مأمورات بالاستقرار في بيوتهن فإنه يشير إلى عدم: "المساواة في هذا الحكم، وينبهنا إلى أن في


١ راجع: تحرير المرأة ص١٨.
٢ راجع: تحرير المرأة ص٣٤.
٣ نفس المرجع السابق ص٥١.

<<  <   >  >>