للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إعداد نفوس البنات في زمن الصبا إلى هذا التغيير"١.

وبعد مناقشته لمسألة الحجاب انتقل إلى موضوع المرأة والأمة، وهو أخطر الموضوعات وأكثرها أهمية، ورأى أنه السبيل لنهوض الأمة الإسلامية، فيقول: "لا سبيل إلى النجاة من الاضمحلال والفناء إلا طريق واحد لا مندوحة عنها، وهي أن تستعد الأمة لهذا القتال، وتأخذ له أهبتها، وتستجمع من القوى ما يساوي القوة التي تهاجمها من أي نوع كانت، خصوصًا تلك القوى المعنوية، وهي قوة العقل والعلم التي هي أساس كل قوة سواها. فإذا تعلمت الأمة كما يتعلم مزاحموها، وسلكت في التربية مسالكهم، وأخذت الأعمال مآخذهم، وتدرعت للكفاح بمثل ما تدرعوا به، أمكنها أن تعيش بجانبهم، بل تيسر لها أن تسابقهم فتسبقهم فتستأثر بالخير دونهم؛ لأن البلاد بلادها، وأرضها أبر بها منها بالغريب عنها، وأبناءها أقدر على المعيشة فيها"٢.

كان قاسم أمين صاحب نزعات إصلاحية منذ بدأ يعي ما حوله، ويدرك ما يدور في مجتمعه، فاهتم بكشف النقاب عن العيوب التي تعوق إصلاحه، وتقف أمام تقدمه، فكتب عدة مقالات هيأت النفوس للإصلاح الاجتماعي الذي دعا إليه، وركز عليه، وهو تحرير المرأة من قيود الجهل وعوامل التخلف ودواعي المغالاة في الحجاب، ودعا إلى تعليم الفتاة، ورمى من وراء ذلك رفع قيمة المرأة والحفاظ عليها، على اعتبار أن التعليم يكفل لها التفكير السليم، ويصون كرامتها، ويحميها من التردي في مهاوي الرذيلة.


١ راجع: المرجع السابق ص٩٢.
٢ راجع: المرجع السابق ص٩٥.
٣ "يكن" كلمة تركية تعني "ابن الأخت" لقب بها ولي الدين؛ لأن جده ابن أخت محمد علي الذي حكم مصر في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، وأصبح اللقب اسمًا للعائلة.

<<  <   >  >>