والعالم الإسلامي ١٩١٦ للشيخ عبد العزيز جاويش، والحكمة ١٩١٨ للسيد عبد العزيز جاب الله.
وبعد ثورة ١٩١٩ كثرت الصحافة الدينية، واهتمت بتفسير كتاب الله وسنة نبيه، وإبراز دور عظماء التاريخ الإسلامي، كما فتحت باب "الأسئلة والفتاوى" لتبصير الناس في أمور دينهم، ودحض مفتريات الطاغين في الإسلام، والوقوف أمام حركات التبشير. وترتب على ذلك كشف مزايا الدين، وأمجاد الإسلام، وتنوير المسلمين.
ولقد صدرت بعد ١٩٢٠ حتى اليوم أكثر من خمس وأربعين صحيفة دينية من مثل: الحديقة ١٩٢٢ للسيد محب الدين الخطيب، والتقوى ١٩٢٤ لجماعة الوعظ الإسلامي، وبشائر الإسلام ١٩٢٦ لزكي الدين عطية المحمدي، والهداية الإسلامية ١٩٢٨ للشيخ محمد الخضر حسين، والشباب المسلمون ١٩٢٩ لجمعية الشبان المسلمين، ولا تزال حتى اليوم، ونور الإسلام ١٩٣٠ عن مشيخة الأزهر الشريف، والإسلام ١٩٣٢ لأمين عبد الرحمن، والأزهر ١٩٣٤ للسيد حسين الصيرفي، ولا تزال حتى اليوم تصدر عن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، ونور الإسلام ١٩٣٦ لمحمد علي حمودة، والاعتصام ١٩٣٩ لأحمد عيسى عاشور ولا تزال حتى اليوم، وجريدة الإخوان اليومية ١٩٤٦ لجماعة الإخوان المسلمين، والشرق العربي ١٩٤٦ لمحمد أمين عبد الرحمن، ولواء الإسلام ١٩٤٧ لأحمد حمزة ولا تزال حتى اليوم، ومنبر الإسلام ١٩٤٨ عن قسم المساجد التابع لوزارة الأوقاف المصرية، ولا تزال حتى اليوم، والإسلام والتصوف ١٩٥٨ لمحمد علوان، ومجلة التصوف الإسلامي ١٩٧٩، والمختار الإسلامي ١٩٧٩، واتخذت شعارًا لها يدل على الذكاء والمعية "مجلة كل المسلمين".
ويلاحظ أن إحدى وعشرين صحيفة ظهرت خلال السنوات العشرة ١٩٢٥-١٩٣٥ وهي أشد الفترات لحملات المبشرين، وموجات الملحدين، وأقوى فترة للحماسة في سبيل إحياء الإسلام.
ولم يقتصر حديث الصحافة الدينية عن أمجاد الإسلام، بل عرضت الصور المشرقة من التاريخ الإسلامي، وكشفت النقاب عن الشخصيات الإسلامية، واهتمت بالمواسم والأعياد الدينية، تصدر فيها أعدادًا خاصة، تتضمن مقالات وقصائد وبحوثًا قيمة، تضيف إلى تراثنا قيمًا جديدة، فأثرت الأدب الديني ثراء بعثه بعثًا جديدًا.
وعلى الجملة، فقد ظهرت الصحافة الإسلامية بعيدة عن الشكل الفني المتطور للصحافة المعاصرة؛ لأنها ولدت في ظل صحافة المقال بتقاليدها المحافظة، لكنها على حال ظهرت قوية في مضمونها، وإن صيغت بأسلوب الصحافة المعاصرة المتطلب للسرعة والسهولة، ولم تركن إلى المقالات التي درجت عليها الصحافة الحديثة، وأهم من ذلك كله تعدي جمود التقليد في الشكل والمضمون.