للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أدل عليه وأوثق به. جاءت كتابته لذعا وسخرية في وقت كانت مصر فيه تحت الاحتلال الإنجليزي الذي أصر على إماتة الشعور الوطني، وقتل الروح المعنوية، ووأد الحياة المصرية نفسها. في هذا الجو القائم والمناخ الخانق، ظهر الشيخ علي يوسف بكتاباته التي تفيض سخرية من أعداء الأمة والدين، وعلى الرغم من ذلك كله فإن أسلوبه يتميز بالسمات التالية:

١- اعتماده على المقدمات والنتائج، وإيثاره التقسيمات والتفريقات والتلخيصات، وإيراد الحجج القوية، والأدلة الواضحة.

٢- يشيع الاستفهام في كتاباته، عند مناقشة رأي، أو استكمال حجة، لحمل خصومه علي الإتقان معه.

٣- يعتمد على الواقع المحسوس من الأحداث اليومية، لإقناع القارئ بوجهة نظره.

٤- الحرص على مساواة اللفظ بالمعنى؛ إذ لا حاجة -في رأيه- إلى المبالغة في القول، أو الإسراف في اللفظ، والإطالة في الكلام، أو الإسهاب في العبارة.

٥- البعد عن المحسنات البديعية، والحرص على تساوي أكثر العبارات، وإيثار نغم يريح أذن القارئ.

٦- تبدو فيه روح العصر، من عبارات يتداولها الناس، وألفاظ تجري على ألسنتهم، ومعان تدور في أذهانهم دون إسفاف أو هبوط لمستوى العامة.

كتب الشيخ علي يوسف يدافع عن حقوق وطنه، وينفي بقوة التعصب الديني الذميم عن نفسه وعن المصريين فيقول: "قالوا: إن المصريين متعصبون تعصبًا دينيًّا، ومعنى هذا أنهم يكرهون المخالفين لهم في الدين كراهة عمياء، يعتدون عليهم بروح البغضاء المتناهية كلما سنحت لهم فرصة الافتراس، أو استفزهم صائج.. في البلاد من قديم الزمان أديان مختلفة يتجاوز أهلوها في المنازل، ويتشاركون في المرافق، ويتنافسون في الأعمال،

<<  <   >  >>