للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦- لا يقع فيه القارئ على تعقيد واضطراب، فعلا في الأفهام والجودة وارتفع لمنازل العباقرة من الكتاب.

وهذا نموذج لكتاباته يقول: "لم يبقَ من الإيمان إلا اسمه، ومن الإسلام إلا رسمه، ومن القرآن إلا الترنيم به، دون العمل بأوامره ونواهيه.. واليوم فقد المسلمون أو أكثرهم هذه الحماسة التي كانت عند آبائهم، وإنما تخلق بها أعداء الإسلام الذين لم يوصهم كتابهم بها، فنجد أجنادهم تتوارد على حياض المنايا سباقا، وتلتقي الأسنة والحراب عتاقًا"١.

ويتحدث عن التضحية في خدمة الوطن والأمم الإسلامية فيقول: "تريد حفظ استقلالها بدون مغاداة ولا تضحية، ولا بيع أنفس ولا مسابقة إلى الموت، ولا مجاهدة بالمال، وتطالب الله بالنصر على غير الشرط الذي اشترطه في النصر، فإن الله سبحانه يقول: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} ويقول: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} "٢.

ويتحدث عن غزو الطليان لطرابلس الغرب بليبيا، ونشيد الشباب الإيطالي غداة الحرب: "يا أماه أتممي صلاتك ولا تبكي بل اضحكى وتأملي، ألا تعلمين أن إيطاليا تدعوني وأنا ذاهب إلى طرابلس فرحًا مسرورًا لأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة، ولأحارب الديانة الإسلامية التي تجيز البنات الأبكار للسلطان، سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن، ليس بأهل للمجد من لم يمت إيطاليا حقًّا"٣.

وعن قعود المسلمين عن نصرة المجاهدين بالأموال والأرواح يقول: "وأما خيانة المسلمين بعضهم لبعض وخذلان إخوانهم والتزلف للأجنبي،


١ راجع: لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟ ص١٦ طبعة ١٩٣٩.
٢ راجع: المصدر السابق ص١٨.
٣ راجع: المصدر السابق ص٣٢.

<<  <   >  >>