للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسلوب أحمد أمين:

اتخذ أحمد أمين شعارًا له: "أكتب وفكر بلغة العصر وروحه" لذا جاء أسلوبه رائقًا، ومعانيه أخاذة، وعبارته واضحة، وشخصيته فيه قوية، ومع ذلك فإنه يعرف بالسمات التالية:

١- التفكير المنطقي الهادئ الدقيق، والقدرة على النفاذ إلى لباب الفكرة، في كل ما يطرقه من موضوعات، أو يتناوله من أحاديث.

٢- الاهتمام بتقرير الفكرة والإقناع بها أكثر من اهتمامه بالتأثير والاتباع.

٣- معانيه مبتكرة طريفة، وآراؤه صريحة وجريئة، وشخصيته قوية واضحة تفرض نفسها فرضًا.

٤- يخضع اللغة للفكر، ويؤثر الوضوح على تنميق العبارة، مع السهولة واليسر والبساطة الخالية من زخرف القول.

٥- تؤدي عباراته ما يريده في جلاء، ودون تصنع أو تكلف، وتشيع فيه الروح الهادئة الوادعة المتواضعة.

وهذا جزء من مقاله "أسس الأخلاق في الإسلام" جاء فيه: "في القرآن الكريم آية تعد من أهم الآيات التي تبين أسس الأخلاق الإسلامية.. وكان عبد الله بن مسعود يقول فيها: "إنها أجمع آية في القرآن للخير والشر" تلك هي قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} لقد أمرنا الله فيها بخصال ثلاث من أهم خصال الخير؛ فأولها العدل، وهو أن يعطي الإنسان كل ذي حق حقه، فالمدين يجب أن يؤدى دينه، وهذا هو العدل.. وهناك نوع آخر من العدل، وهو عدل الحكومة مع شعبها، فعليها أن تؤدي للشعب حقه عليها، فتجلب له السعادة، وتبعد عنه أسباب الشقاء، وتوفر لكل طائفة من الشعب رقيها.

أما الخصلة الثانية بعد العدل فهي الإحسان، فإن كان العدل إعطاء كل ذي حق حقه، فالإحسان إعطاؤه ما فوق حقه، فمن الحق أن تأخذ

<<  <   >  >>