يعكف على الفلسفات والأدب والفنون الغربية، وتمثلها جميعًا تمثلًا رائعًا، وهو تمثل أخضعها فيه لسلطان عقله، فإذا هو يحللها وينقدها، مكونًا لنفسه فيها صورًا ظل ينشرها تارة في مقالات، وتارة في مؤلفات١".
أسلوب العقاد:
تناول العقاد أكثر من لون من ألوان المقالة: سياسية وأدبية واجتماعية ووصفية. اعتمد أسلوبه فيها على التعبير المحكم الذي يؤثر الألفاظ الموحية والجمل المحكمة التي تقوم على الدقة في التصوير، والقصد في التعبير، والتركيز في كتاباته، ورغم ذلك كله فإن أسلوبه يتميز بما يلي:
١- عدم الإفراط في المقدمات، أو اللجوء إلى التكرار، أو اللف أو التوكيد بالكلمة أو الجملة.
٢- العناية بوفرة المعاني وغزارة المادة. وحسب الكلمة والعبارة أن تؤدي المعنى، وتنقل الخاطرة، وتفصح عن الشعور، لتزيد المعنى وتضيف إلى الفكرة جديدًا.
٣- طول بعض الجمل أكثر من المألوف، مما يجعل شيئًا من الغموض أو الجفاف أو الالتواء في الأسلوب، مما يتطلب من القارئ تنبيها عظيمًا.
٤- الإبانة والإفصاح مع الجمال الطبيعي الذي قد يصل أحيانًا إلى حد الشاعرية.
٥- استخدام التديلات الضابطة والاحتراسات المتحفظة، حتى يضمن إحكام التعبير، ويصون دقة المعنى.